الجمعة، 22 أبريل 2016

يوم الأرض .. عام الأرض


ترشيد المياه + إعادة الإستخدام + إعادة التدوير = أرض سعيدة
 Earth Day

A)
 إستخدمت أمي قشر الفستق في عمل فني طُلب مني وانا في الصف الأول الإبتدائي .. كان جميلاً ومختلفاً، لكني أردت شيئاً أكثر إبهاراً وأعتقدتُ أن معلمتي لن تُلقي له بالاً، أخذتُه إليها بخجل على إعتبار أنه بسيطا أكثر من اللازم.. لكنها أُعجبت به كثيراً ووضعته فوق السبّورة ليراه الجميع وليكون بعيداً عن أيدي الصغار حتى لا يتلف، أذكر وقتها أنها أشادت به كأفضل عمل فني رأته هذا العام.
منذ تلك الحادثة وأنا أهتم بإعادة تدوير الأشياء من حولي .. كانت عائلتي كذلك منذ سنوات .. لا نرمي شيئاً ولابُد أن نجد له وظيفة جديدة حتى يتلف تماماً .. حتى غُرفة نوم والداي المصنوعة من خشب الزان بعد سنوات حينما إنتقلنا لمنزلنا الكبير رفضت والدتي تغييرها، وطلبت نجاراً ليُغيّر طِلائها ومقابِض أدراجِها فأصبحت مختلفة تماماً كالجديدة. قالت ببساطة إنها خشب طبيعي لماذا علي التخلص منه؟ حتى لو بعد مئة عام سيكون ثميناً بالنسبة لي..
أمي ماهرة في إعادة تدوير كل شيئ، الأكياس البلاستيكية التي تأتي فيها منتجات البقالة، برطمانات الزجاج للإحتفاظ بالبهارات بعد تزينها بألوان الزجاج مثلا، عُلب الأجبان والمُخللات الطازجة لتُصبح مأوى لبقايا الوجبات الغير مُنتهية حتى يتم تصنيعها غداً كوجبة جديدة.. صناديق الأجهزة الكهربائية المتينة لتُخزّن فيها الأشياء قليلة الإستخدام.. وهكذا.

أرى كثيراً من الأشخاص يعتبرون هذا توفيراً زائد عن الحاجة. ولكن لم تكن أُسرتي تنظُر إليه بهذة الطريقة.. دائما ما أسمع جُملاً في منزلنا مثل: إهدار للطاقة.. إتلاف للبيئة.. تضييع لنِعم الله.. تلوث بيئي.. حفاظاً على الكوكب..
الأن صِرت أبحث عن بديل للبلاستيك كُلّما سمح الأمر .. الخشب الصناعي بدلاً من الطبيعي للإستخدامات الصغيرة..
حافِظات الثلاجة التي تدوم فترات طويلة بدلاً من الأكياس التي تُستخدم مرة واحدة وستُحرق في مكب النفايات وتُدمّر البيئة من حولها.. 
إطفاء الأجهزة والإضائة حين خروجنا من الغُرف حتى ولو كانت مُدّة بسيطة، إستخدام لمبات موفرّة للطاقة، إستخدام حلقات توضع في الصنابير لترشيد إستهلاك المياة. كلها تُساعد بشكل أو بأخر.. كلها لتقدير نِعمة البيئة الجيدة التي نعيش فيها بأمان.
هناك شيئ أخذ مني فترة طويلة لأعتاد عليه وهو التقليل من تشغيل أجهزة تبريد الهواء.. مدينتي ساحلية ترتفع الرطوبة ودرجة الحرارة فيها أغلب أيام السنة حتى يصعب أحياناً التنفّس بسهولة، خصوصاً لشخص مثلي ولِد وعاش في منطقة جبلية مُرتفعة، جافة وباردة طوال العام يملئها الضباب في الشتاء والهواء المُنعش البارد في الصيف.. ولكن مازلت أحاول.

B)
هذة الفترة أهتم بالجانب الحِسي لأختي الصغيرة، أُريدها أن تلمس الأشياء التي تتعلم عنها، فعادت إلى ذهني وقلبي حِصص مادة الأعمال الفنيّة في المدرسة، وأردت صُنع ألعاب وأشياء في المنزل لنلونها معاً، فنتعلم ونستمتع في نفس الوقت. في هذة العُمر الصغيرة يتعلم الأطفال بسرعة ثم تُصبح اللُعب القديمة مُمِلة وغير حماسية كما كانت، لهذا نصنع مانستطيع صُنعه في المنزل من الكراتين والعُلب والورق المُستخدم، ونترك الشِراء للألعاب التي لا نستطيع صناعتها.. وبذلك حققت هدفين مهمين جداً: أولهما قوّيت تركيزها وحِسها الإبداعي ونميت مهارة التدوير لديها وجمال صُنع الأشياء وإبتكارها بأيدينا، وبالطبع تعرفون كيف يُفيد هذا عقل الطفل ومهاراته الإبداعية مستقبلاً، وثانيهما ساهمت ولو قليلا في تعليمها شيئاً عن الحفاظ على البيئة.. 
أختار أيضاً لُعباً يمكن أن تتفكك ويُعاد تركيبها لنصنع منها في كل مرة شيئاً جديد، ولا نضطرُ لركنِها في مؤخرة الخِزانة بعد فترة.
وهنا مدونة لطيفة لصنع الأشياء الخاصة بالأطفال the diy mommy

C)
كذلك الطبخ، أستغنيت تماماً عن الصلصات الجاهزة ومُكعبات المرق، وتتبيلات السلطة المُعلّبة والعصائر الجاهزة وصِرتُ أُعدها في المنزل. الشراء من أسواق الخُضروات الأسبوعية بدلاً من السوبرماكت الذي يمتلئ بفاكِهة وخُضراً مُعدّلة وراثياً ومُشبّعة بالمُبيدات .. لا تعلمون كم من العُلب البلاستيكية والأوراق ستوفرونها على الأرض، وهي مصلحة مشتركة فستكونو أكثر صِحة بإستبدال تلك الأشياء بمنتجات طازجة وطبيعية.

D)
أعود هذة الفترة لمشاهدة أفلام ديزني الوثائقية ذات الإنتاج الساحر والمواضيع الرائعة.. 
هنـــا صفحتهم لكل مواضيعهم الجميلة التي تستحق المشاهدة.
اقرأو وشاهدو أفلاماً عن الطبيعة لتُحيي أرواحكم.. كل مخلوق على الأرض وجِد لسبب وبفقدانه ستفنى أمامه الكثير من النعم.. أسلوب الحياة المُهمل يُدمر الأرض والمخلوقات الأخرى وستعود للأنسان تلك الخسائر بعد عدة سنوات تدريجياً، كالحرارة الخانقة التي نُعاني منها سنوياً كأصغر مثال.

إذا كان هناك نصيحة لأي شخص يُريد أن يتعلم أكثر عن الأرض وأن يُحبها للدرجة التي ينتبه لكل شيئ يشتريه أو يتخلص منه حتى يحمي البيئة، فستكون نصيحتي "إلتق بالأرض كثيراً" 
إذهب للأماكن الطبيعية، جبلاً كان أم بحر.. إلمس الأشجار بيديك، تأمل الألوان، الزُرقة الناعمة، والإِخضِرار النقي، ودرجات الألوان التي تتغير مع كل حركة للشمس والسحاب .. تنفّس الهواء النقي الذي ترقُص رِئتيك باستقباله، وأغمض عينيك لتُطرِب أُذنيك بنغماتٍ لطيور لا تكادُ تعرِف شكلها أو تسمع صوتها في المدينة الصاخبة.. هواء برائِحة العُشب لا بعوادم السيارات.. زهور ناعمة صغيرة دون مُبيدات تقتُل عِطرها، وفراشات وطيور لا تهرب من الضوضاء والمبانيِ الصخرية التي تملئ المدينة.. 
لا أعتقد أن هناك بشرياً لن يقع في غرام مكان كهذا..الشعور بالسلام والأمان والهدوء يُنعش أرواحنا ويقتصّ همومنا مهما تعاظمت.. 
أتمنى لكم بيئة أمنة، وحياة تملئها الصحة، ومُحيط ينتعش بالأشجار والهواء النقي.

هناك 5 تعليقات:

  1. فكرت في اعادة التدوير مؤخرا و تعلمت بعض الافكار قد اطبقها لاحقا
    موضوع شيق جدا

    ردحذف
    الردود
    1. برافو .. بالتوفيق فاطمة ..
      ضعي نية في كل عمل أنه لحفظ هذا الكوكب الجميل وشكر لله على نعمه سينمو لديك وعي أكبر بأذن الله وستستمتعين بكل تدوير وإعادة إستخدام ^_^

      حذف
    2. وأيضا حمدً لله على وصولك أخيرا للمدونة .. سعيدة للغاية ^_^

      حذف
    3. ههههه نعم و انا سعيدة بذالك ايضا و اخيرا استطيع التواصل معك و التعليق على مواضيعك القيمة
      اشكرك

      حذف
    4. أنرتي المكان .. شكرا لكِ ^_^

      حذف