مالفرق بين التأمل والإسترخاء

وصلنا لمُنتصف سنة 2020 على خير، واحتفالاً بأن الحياة تستمر وتتطور وتكسر كل حواجز تضع نفسك فيها، أطلقت هذا الشهر قناتي على اليوتيوب بشكل رسمي ووضعت فيها أول فيديو مصوّر. اخترت موضوع قريب إلى قلبي بدرجة كبيرة في حياتي الشخصية وفي عملي وهو التأمل. 
الفيديو يتحدث عن الفرق بين التأمل والاسترخاء لأنهما شيئين مُختلفين تماماً وكل واحد منهُما له وظيفة وطريقة مُهمة وأساسيّة. قسمتُهما إلى جزئين.
رابط قناة اليوتيوب هنـــا 
أما الفيديو فصورته بكل حُب وأنا أسعى بكل قوة أن أُضيف للمحتوى العربي شيء جديد لم يتم تفصيلُه من قبل
 

الجزء الثاني من موضوع الفرق بين التأمل والإسترخاء

التاسع والعشرين من فبراير بعد اربع سنوات

 
تاريخ اليوم المُميز هو التاسع والعشرين من فبرير لسنة 2020.. 
قمت بورشة عمل صغيرة بعنوان "فن البدايات" وكانت رائعة فكرياً وروحياً ونفسياً. قابلت فيها مجموعة من السيدات الرائعات، وتناقشنا في تجاربنا عن بداية اهدافنا واحلامنا في الحياة. 
بعد ان اضفت صور الحضور على صفحة الفيسبوك إذا بإحدى متابِعاتي المُخلصات تُذكِرُني بتدوينة كتبتها منذ أربع سنوات في نفس هذا التاريخ كُنت نسيتها تماماً.
 إلى حُلمي (5) شمس التاسع والعشرين من فبراير
والحقيقة أن حياتي تغيّرت كثيراً خلال هذة الأربع سنوات. انتقلت من دولة إلى أُخرى، حصلت على أول وظيفة لي، وتعمّقت في الصحة النفسيّة. عشت بمفردي لمدة عام، ثم عُدت لمنزل والدي. وبعدها خُطبت وتزوجت. سافرت إلى أكثر من دولة، وسافرت داخل مصر لأكثر من مدينة. تعلمت ملايين الأشياء عن الحياة وعن العلاقات وواجهت مخاوف لم اكن أتخيل ان قلبي الصغير يتحملُها. 
تغيرت افكاري ومُعتقداتي ومُسلماتي. جالست وحاورت عُلماء كبار وعمالقة في مجالاتهم، وكنت اُناقشهم ويستمِعون، وأُجادلُهم ويرحمون. أصبحتُ أُعبّر عن رأيي وعن نفسي بصراحة أكبر، رُغم ان بعض من حولي كان يضحكون من صراحتي، لكنه تقدمٌ لو تعلمون عظيم.. 
 اليوم بالذات اضع احلاماً أعرف أنها أكبر من خبرتي وتجاربي، لكن ليست أكبر من نفسي. ارى ضخامة ما رميت نفسي فيه وما حمّلتُها من مسؤوليات ولكن أشعر ان قلبي يُخبرني: لم لا؟ بعد ان كان يُطلق ملايين الأعذار ليهرب منها.
اليوم العب مع كلب الجيران الضخم دون خوف، وأُناقِش نظريات فلسفية لم أكن لأجرؤ حتى على تصديقها. أستطيع ان اقول لا لعلاقة تؤلمني حتى وان كانت جزء كبير من ذكرياتي. وأستطيع ان استقبل الحب والعطاء من أي مكان نقي يأتي منه بعد ان كان الخوف يحرمني الكثير من الفرص والجمال في الحياة. 
اكتب هذه التدوين بعد يوم عمل طويل، أكاد لا أرى من الإرهاق، ولدي مشاريع كبيرة انا في مُنتصف الطريق للتخطيط والتنظيم لها. عندما كتبت التدوينة القديمة منذ أربع سنوات وانا في غرفتي لا أعلم بماذا ستُهديني الدُنيا، لم أكن حتى أعمل في وظيفة.
الان حياتي ليست فقط ما عشت وما رأيت. ولكن أيضاً كل الأنفس الجميلة التي قابلتها في عملي وعشت معهم تجاربهم وانتصاراتهم، وشعرت بمشاعرهم وشاهدت صور من عقولهم. العالم حقاً أكبر واوسع مما نتخيل. 

العودة بالأمجاد

رمضان يملئ قلوبكم، واجواء الربيع تُمتّعُكم بكُل سعادة يا رب.
عُدت للكِتابة هذة المرّة في أكثر فترةٍ من السنة مليئةٍ بالجمال. مر أول أُسبوع من رمضان الساحر، مايو شهرُ ميلادي، وتجرِبةٍ جديدةٍ تماماً عليّ، وعلى المُدوّنة أيضاً. 
حيث إني أؤمن بالتغيير وبتطوّر الوعي والخبرات، قررتُ أن أتحدى نفسي بشيء حلِمتُ بهِ مُنذ مُراهقتي، لكني لم أجرُء على القيام به، ألا وهو التحدث أمام الجمهور. ليس الخوف ما كان يمنعُني، لكنّي أردتُ إن وقفتُ يوماً اما جُمهور أعطاني أُذُنه، أن أقول ما أُريد أن أسمعُهُ إن كُنت في مقاعِدهم. أردت أن أتحدث بعد خِبرةٍ وتجرِبةٍ حقيقيّة فيما سأطرحُه، وليس لمُجرّد الدردشة.
وبعد ما يقارب من أربع سنوات حقيقيّة في مجال عملي كمُختص نفسي، كانت الثمرة الصغيرة الأُلى: ورشة بعنون "مبادِئ التأمُل".
كانت يوم الجُمعة الثالث من مايو الماضي قبل رمضان بثلاثة أيام. وبحضور ما يقارب خمسةٍ وسبعون شخصاً.. كان قلبي سعيد للغاية أني فعلتُها أخيراً، لكنه في حالة عجائِبيّة من الراحة والقبول كأني كنت أفعل ذلك كُل يوم. الفكرة ليست في الأداء الخرافي.. لا أقصِد ذلك. إنما أعني مشاعِر الراحة والانسجام الغريب مع حدث أفعلُه للمرّة الاولى في حياتي، رُغم كل ما سمعتُ عنه من رهبة، لكني استمتعت به. مُدهش أليس كذالك؟

بيني وبين التأمُل علاقة خاصة جِداً. أؤمِن انه طريقُ الإنسان لقلبِه وعقلِه وحتى ربه. في التأمُل نستطيعُ سماع الصوت الخافِت الكامِن في قُلوبِنا بخجل، أن تسمع فِطرتك تُدلي بِرأيها بِهدوء.. بِعكس صوتِ العقل الذي يتحدثُ بشموخٍ وبضوضاء كُلُها كِبرياء وجُموح بلا روح.
أحببتُ ان تكون ورشتي الأولى عن هذا الشيء السحريّ الذي غير حياتي خلال الأربع سنواتٍ الماضية ومازال يسحَرُني.
أشكر مدوّنتي التي سمحت لي طول الخمس سنين الماضية من عُمرها -ولدت في رمضان سنة 2014- أن أتعمّق واقرأ وابحث وأُترجِم بحُريّة تامة، اكتب ما أُريد وقتما أُحب بلا شروط. وكُلما عُدت وقرأت ما وضعته فيها أشعر بسعادة غامرة، رُغم بساطتها إلا أنها تعني لي الكثير من الذكريات والقيم والجمال. وساعدتني على تخطّي أصعب الفترات في حياتي.
شكراً لكُل قارئ تصفّح يوماً ما وُضع هُنا، أتمنى أن تجد ما تُريد في حياتك، وأن تنطلق في حُلمك ورسالتك بكل يُسر.