ديسمبر سعيد .. ونهاية سنة مجيدة للجميع..
اقرأ الان كتاب لطيف اسمه Adaptability How to survive change you didn't ask for - By M.J.Ryan .. تتحدث فيه الكاتبة عن التغيرات الكبيرة التي قد تحدث في حياة اي شخص كموت حبيب او ترك عمل او الأنتقال من المدينة او الطلاق او مرض او حتى اشياء سعيدة كدخول جامعة او إفتتاح شركة جديدة، او تغييرات في الوظيفة والدراسة والسفر، كلها تغييرات جذرية سعينا ورائها ام لم نسعى، لكنها تحدُث وتأتي بالكثير من التغييرات النفسية والعاطفية والمادية معها، واحياناً تقلِب حياتنا رأساً على عقب..
من ضِمن النِقاط المُهمة التي تُساعد على تخطي التغيرات كانت جُزئية مهمة للغاية، عبارة عن تمرين بسيط حيث تقول: "إن الموظفين بحاجة لمعاملة أنفسهم كما يفعلُ الرياضيون ذوو الأداء المُتميز، فالرياضيون لهم إستراتيجيات لتطوير قُدراتِهم، وإستراتيجيات للتعافي. ولكي نحصل على أقصى قدرٍ من الطاقة، فنحن بحاجة إلى تطبيق إستراتيجيات التطوير والتعافي في كل جوانِب الحياة: الجسدي والعقلي والعاطفي والروحاني"
فكرت في التمارين للحظات واكتشفت اننا نمتلك بعض الأشياء المحدودة التي نُرفّه بِها عن أنفُسِنا ولكننا نقوم بها دون هدف واضح، بعكس لو حصرناها وقوّينا النيّة تِجاهها أننا نفعلُها للتعافي، ولتفريغ المشاعر السيئة، ولإستعادة الطاقة، سيتضاعف مفعولها وتزيد نتائجها.
لديكم قائمتي الصغيرة التي حصرتها للتعافي من تغييرات كبيرة حصلت في حياتي مؤخراً، وأظن انني سأستخدمها مستقبلاً كلما اردت شحن طاقتي وتنظيف التوتر ولزيادة التركيز:
للتعافي روحياً:
الصلاة: لشحن طاقتي الروحية لا شيئ أجمل من الصلاة، أًصلي لأتحدث مع الله، وللتأكيد على روحي أنها في أمان مهما حدث، وان هناك من يحميها ويُطمئنها، هي ليست وحيدة.
التأمل: التنفس العميق الهادئ في وضعية الإسترخاء لها مفعول السحر على عقلي، كأنها مكنسة كهربائية عملاقة تشفط كل التوتر والتشتت وكل الغيمات الكئيبات، فيُصبح تفكيري صافياً ونومي أعمق.. التأمل كنز
للتعافي فكرياً:
الأفلام: القصة دائماً ما تأخُذ عقولنا لعوالم أُخرى.. الحِكاية والتفاصيل والموسيقى التي في الأفلام كمِنطادٍ عظيم يسحبُنا لعالم أخر ريثما تأخُذ عقولنا القليل من الراحة.
المشي: وخصوصاً على البحر او في مسطحات خضراء، لا شيئ يُبهجني كما تفعل الحدائق الواسعة والأشجار واللون الأخضر المُمتد تحت الشمس.
تغيير النشاطات: إذا كان مجهودي الذهني سببه العمل، أوقف فوراً اي كُتب او برامج عن العمل واقرأ رواية تتحدث عن قصة حب في روسيا بين الصقيع، أو مُذكرات رحّلاة يحكي مغامراته في أفريقيا، أو أبحث في اليوتيوب عن قنوات كوميدية، وأفرّغ وقتي للطبخ وإعداد وجبات أحبها.. افعلو دوماً أنشطة مُعاكسة تماماً لما يُسبب لكم الإجهاد الأن. إذا لم يكن لديكم وقت فأُبشّرُكم أن أخر كُتب قرأتها في الثلاثة أشهر الماضية بدأتُها وأنهيتُها في المواصلات، في ساعات الذهاب والإياب من وإلى العمل.. فخورة بنفسي ^_^
الفراغ: أحياناً أحتاج فقط للجلوس بهدوء في الشُرفة، والتحديق في السماء والسُحب أو في البحر أو أيا كانت ماتطُل عليه، بيدي كوب مشروبٍ أشتهيه وأترك المجال لعقلي ليسترخي.. لا أفكار، لا ضوضاء، لا بشر، فقط أنا ونفسي ننظر في هدوء ونسمع صوت السلام يتسلل لعقلي .. نِصف ساعة وستُحَل كل المُشكلات. أو تُصبح بِلا حجمٍ أصلاً.
للتعافي جسدياً:
النوم: العميق لساعات دون ظبط المُنبّه في يوم واحد من الأٍسبوع على الأقل، بإمكانه إشباع كل خلاياك المُتعبة وإراحة جسدك، وإعطاء الفرصة لعقلك ألا يُفكر في أي شيئ كبير.. نحتاج لقلب الروتين قليلاً لإحداث التوازن، النظام المُستمر مُرهق كما تفعل الفوضى الدائمة.
اليوجا: بالنسبة لي اليوجا تجعل روحي وجسدي يتنفسان معاً.. كأن عضلاتي تُفرّغ ألمها وتُطلقه بلا رجعة.
للتعافي عاطفياً:
الخروج إلى تجمعات العائلة، الضحكات العالية والقِصص الطويلة، المشاركة بالحكايا والمشاعر لديها مفعول السحر على عواطفنا، وإشباعنا بالحب والأمان.. مكالمة صديق لم تتواصل معه منذ فترة، رحلة قصيرة بمفردك إذا كُنت تنشد البقاء وحيداً.. العودة إلى قريتك أو المدينة التي تربيت فيها صغيراً، يجعل قلبك ينتعش من السعادة وينسى كل ألمه.. بالنسبة لي زيارة الريف تصنعُ فرقاً هائلاً في قلبي ومشاعري وترتيب أفكاري، الهدوء هناك والبساطة ورائحة الزرع وأصوات الطيور، كُلها مُهدئات لا نظير لقوتها وسِحرها.
الكثير من الأنشطة الصغيرة قد تصنعُ فرقاً هائلاً في أمزجتنا إذا قُمنا بها بنيّة التنظيف النفسي والروحي.. ديسمبر أنسب الشهور لتنظيف طاقاتِنا القديمة وفلترة عقولنا لنبدأ عاماً جديداً بكل عزم وجمال.. فقط أسترخو وأستمتو بالبرودة والدفئ وتناقُضات المشاعر وأتركو عواطِفكم تتحرر، ستجدون العالم يُصبح أجمل كل يوم.
أتمنى لكم شهراً ملوّناً.. وذكريات جميلة ..