الاثنين، 5 سبتمبر 2016

نافذة الوفرة


"حاول هذا لمدة أسبوعين وسترى كيف يتغير واقِعك: أيا ماكنت تحسب أن الناس يحرمونك منه - المديح، التقدير، العون، الاهتمام، وغيرهم - قدمه لهم. لا تملكه؟ فقط تصرف كأنك تملكه، وسيأتي.
ثم بعد أن تبدأ بالإعطاء ستجد نفسك قد بدأت بالتلقي. لا يمكن تلقي مالا تعطيه. فالتدفق إلى الخارج يحدد التدفق إلى الداخل، أيا ماكنت تحسب أن العالم يحرمك منه هو موجود لديك سلفاً، لكن مالم تسمح لهُ بالخروج فلن تعرف حتى أنك تملكه. وهذا يتضمن الوفرة. 
قانون أن ما يتدفق إلى الخارج يُحدِد ما يتدفق إلى الداخل يُعبّر عنه سيدنا عيسى في الصورة القوية " أعط وستُعطى".
إن مصدر أي وفرة ليس في خارجك، بل هو جزء ممن أنت. ولكن ابدأ بالتعرف على الوفرة الخارجية وإدراكها، أنظر إلى ثراء الحياة من حولك، أنظر إلى دفئ الشمس، ومشهد الزهور الرائعة خارج محل الزهور، تذوّق ثمرة ريّانة، أو إغتسل بوابل من المطر. سترى إمتلاء الحياة في كل خطوة من خطواتك.
التعرف على الوفرة الخارجيّة يوقِظُ الوفرة الراكِدة في داخلك. ثم دعها تتدفّق.
حين تبتسم لغريب يكون هناك تدفق لحظويّ للطاقة، تُصبِحُ مِعطاءً. اسأل نفسك دائما ما الذي يمكنني أن أُعطيه هنا؟ كيف يُمكِنُني أن أخدم هذا الشخص أو هذا الظرف؟ لا تحتاج إلى امتلاك أي شيئ لتشعُر بالوفرة، وإن كان شعورك بالوفرة سيجلبها لك بكل تأكيد. فهي تأتي فقط للذين يمتلكونها سلفاً. يبدو هذا غير مُنصفاً تقريباً، لكنه بالطبع ليس كذلك، إنه قانون كوني. كِلا الوفرة والنُدرة هما حالتان داخليّتان تكشفان عن واقعك."
من كتاب "أرض جديدة لـ إكهارت تول"

هناك 6 تعليقات:

  1. مرحبا بعودتك الجميلة مجددا
    فعلا العطاء من اجمل السمات التي نجدها في الناس
    دمتي و دام عطاءك صديقتي

    ردحذف
    الردود
    1. اشكرك عزيزتي على القراءة والرد الجميل
      أنرتي المكان ^_^

      حذف
  2. كتاب جميل وكلمات رائعة شكرا ياهاجر

    ردحذف
  3. و حصر نفسك لخيبات امل كبيرة مع الاسف تلك هى الحياة

    ردحذف
    الردود
    1. على حسب القناعات
      نحن نفعل الخير لأنفسنا ليرده الله لنا
      لا نفعله للناس لأن عطاء الناس لابد وأن يكون بسيط جدا وغير وافي ..

      حذف