الكثير يمكن أن يحدث للمرء في شهرين أو ثلاثة.. تغييراتِ جذريّة يمكن أن تُرسم على حياتك خِلال هذة الفترة الصغيرة إن كنت حقاً مُستعِداً لها.. او لو لم تكن، فالحياة مليئة بالمفاجئات.
كانت فترة مليئة بكل المُتناقِضات التي يمكن أن تحملها الحياة لنا دون سابق إنذار،
أحياناً كنت أشعر بعقلي سينفجر من كثرة التفكير والعمل، وأحياناً أكاد لا أشعر بساعات النوم من فرط الإرهاق، او رُبما من فرط الحماسة التي إختبرتها خلال اليوم فقد إمتصت كل طاقتي.
التغيير مُتعب ومُستنفز للمشاعر والجهد، لكنه رائع ويملئ الروح بالأدرنالين والقصص الجيدة التي ستحكيها يوماً للناس.
أغسطس كان شهر الركض بين الجامعات للتقديم على دراسة الماجستير، الكثير من القوانين الحكوميّة البائسة، والمراجعات المستمرة المُملة. مع شمسه القاتلة، وحراراته التي لا تلبث إلا أن تزداد إشتعالاً كل ساعة، لكننا نصل في النهاية لما نريد حتى وإن كان قراراً عكس الذي سعينا من أجله منذ البداية.
سبتمبر قضيته في التعلم.. الكثير من الدراسة والمحاضرات والتدريبات الجديدة تماماً عليّ، وبين أُسرتي وأقاربي والأيام السعيدة.. كان شهراً سريعاً ولطيفاً وبه الكثير من الحميمية والجمال.
أكتوبر كالعادة شهر النجاحات المِهنيّة. حظيت بعمل جديد في مكان حلُمتُ لسنوات بالعمل فيه.. تجربة مُذهِلة، ومازالت حتى اليوم مليئة بالمُفاجئات والتحديات، لكنها فتحت عيناي على قُدراتٍ لم أتوقع ان عقلي يُمكِنه التعامل معاها يوماً.. ومن هُنا أُخبركم أن الأحلام يمكن أن تتحقق وتنتقل للواقع لكنها تحتاج لقليلٍ من الجُهد والدفع المعنوي والنفسي..
اما نوفمبر فكان غرائبياً.. رمادياً تارة ومُشرِق تارة.. لكنه أكثر الشهور تناقُضاً حتى الأن، لا يمكننا أحياناً وصف أفكارنا ومشاعرنا، لكننا نتعلم منها بمرور الوقت وتُصبح أوضح وأبسط لنستيطع قرائتها، أو تتلاشى في صندوقنا الأسود القابع في غابات عقولنا ونتناساها. أو نعتقد أننا تناسيناها.
دائما ماتُخبرنا الحياة أننا صِغاراً جداً، وأن كل ماتوصلنا إليه هو نُقطةً سقطت من سحابةٍ تحمِلُ أطناناً من المطر. أمامنا الكثير لنتعلمه ولنُشاركه مع من حولنا، ولنبحث عنه ونستقبِله ونُعطيه.. الكثير لنختبره. الدنيا مليئة بالعوالم التي نحتاج لأن نراها ونأخذ منها ونهبُ لها..
إشتقت للشتاء.. لكني الأن أعود كل مساء وجسدي باردُ كالثلج وأتعجب كيف أرتجف رغم كل هذة الأوشحة التي أرتديها، لتُذكرني صديقتي اننا مازلنا في نوفمبر، وأن القادم أكثر برودة. الشتاء جميل عندما نكون في المنزل مع مِدفئة كبيرة، وكوب كاكاو عظيم، ومجلات وكُتب وأفلام رائعة.. لكنه ليس بهذة المُتعة عندما نضطرُ لمواجهتِهِ خارِج المنزل.
هكذا هي الحياة صديقتي لا تكشف لنا اوراقها دفعة واحدة كثيرا ما تفاجئنا بأشياء لم نكن نتوقعها... هذا درس الحياة لنا تجعلنا بين مد و جزر لترسم ملامح شخصياتنا.. لنتغير..نبادر و نأخد القرار في أصعب المواقف
ردحذفاحرفك تنير شاشتي دائما و اشتاق للكتاباتك حين تغيبين دمتي بود دائما
صدقتي فاطمة.. جمالها في مفاجئاتها وغرابتها..
حذفاشكرك صديقتي على القراءة وانا أيضا اشتاق لكم كثيرا
كوني بخير دائما ^_^