منذ أُسبوعين أتممت الإختبارات النهائية للسنة الدراسية الاخيرة في الجامعة ..
فترة الاختبارات التي استمرت لـ 3 أسابيع متواصلة من التوتر والنوم المُتقلب والتعب الجسدي العجي.
حسنا كل هذا في كفّة ومصيبتي الكبيره التي تتجسد في ” ضُعف إحتمالي للكافين ” في كفّة اخرى .
رُغم عشقي للقهوة التي ورثتها عن والدي ، ورغم كل تلك السنوات التي إعتدت ان اشرب فيها القهوة، إلا ان جسدي مازال صامداً مُعتبراً الكافين عدوّه الاول الذي ما إن يدخل جسدي ليومين متتالين حتى يصرخ عقلي طالبا الخلاص.
جربت العديد من أنواع القهوة والطرق المختلفة لتحضيرها ولكن لم يتغير شيئ ..
طوال السنة قد لا اشعر بهذا التمرد لإنني أُخفف منها قدر المستطاع..
ولكن في ايام الاختبارات قد يتطور الموضوع الى كوبين او ثلاثة من القهوة يومياً..
فصدقا كيف أستطيع التركيز بدون رائحتها التي تحجب عقلي عن العالم وتجعله يركز مع الكتاب والمذاكرة بافضل اداء له ؟
ولكن بعد مرور أربعة ايام بدأت الاعراض الغريبة .. أكاد أُجزم ان نومي يختفي تماماً وقد أضل اليومين لم انم فيهما غير ثلاث ساعات.
وانا شخص وقوده النوم .. ان لم انم جيداً لن استطيع ان اكتب اسمي بطريقة صحيحة .. حسنا ليس لهذه الدرجة من السوء
ولكنه يفسد مزاجي كليا .. والاثر السيئ لقلة النوم يكاد يغلب اثار القهوة على عقلي ..
بعد انتهاء الاختبارات اضطررت لتنضيف جسدي من كمية الكافين المخزنة فيه واستعادة توازني قليلاً
وكانت الخطة اسبوع بدون كافين وإن لم يكفي سأستمر لأسبوعين .. انها ضريبة قاسية علي دفعها..
وبدأت ” الاسبوعين بدون قهوة “
كان افطاري يحوي كوب الشاي المخفف بالحليب .. وبما انه الصيف قمت باستغلال حُجّة الحرارة
واستبدال المشروبات الدافئة بأُخرى مُبرّده تنعشني خلال اليوم ..
مرت الفترة بسلام وبدون تذمر غير اشياقي لرائحة القهوة .. ونوبات صداع متفاوتة بين حادة وبسيطة.
فقد كنت احتاج التقليل من المُنبهات بشكل قوي حتى أستطيع النوم براحة لاستعيد طاقتي التي أُهدرت خلال فترة الإختبارات
قد علمتني هذه الفترة قُدرة التوتر على إفساد حياة الإنسان كُلياً .. فلا عقلي يعمل كما أُريد ولا نومي يشفيني ويُعيد طاقتي.. والكثير من الشكوى التي يصرخ بها قلبي ..
التوتر عدوي الاول الذي تعلمتُ خِلال نضوجي مُسبِباته .. وختمتها بأخر إختباراتي ان تعلمت كيف اتحكم فيه جيداً..
من افضل الامور التي جربتها هذه الفتره وفادتني جدا في استعادة توازني :
الجلوس في غرفة هادئة بدون اشعال الانوار واغلاق عيني بخفة والتركيز على صورة هادئة في عقلي
صورة سُحُب او جِبال خصراء واسِعة او شارع هادئ وقت المطر في الشتاء ..
صوت المطر مهدئ عجيب لعقلي .. وهذه ورثتها عن والدتي التي تعشق المطر ورائحته
ولدي صوت للمطر من اليوتيوب مفعوله كالسحر علي تجدوه هنــا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق