لدي شيئ متعب حقا ، عندما اكون مرهقة او احاول الاسترخاء من مجهودٍ ما اجد عيناي تضعفان لدرجة ان القراءة تكون مستحيلة
حاولت مرارا التخلص من هذا الضعف فليس اسوء من حالات الملل التي تصيبك عند المرض فلا تستطيع الخروج او ممارسة شيئ ما فتقتله بالقراءة
ولكن للاسف حتى هذا مجهد
عندما تأملت اكثر وجدت ان المشكلة لا تكمن في عينياي بل في عقلي الذي يريد حجب كل شيئ وقت الراحة
فيرفض التعامل مع المعلومات الدخيلة من القراءة
عندما اكون تعبه قد اشاهد فيلم كوميدي او كرتوني فاستمتع به جدا ولكن ان ادرته الى فيلم وثائقي اشعر فجئة بالدوار في رأسي ومعدتي وكأنني اطفو على مركب في وسط الماء
مالفرق ؟ كلاهما فيلمان مصوران بالصوت والالوان لما لا يقبل عقلي الفيلم الوثائقي وقت الاجهاد ؟
ان عقولنا تحتوي على برنامج حماية معقد بطريقة لايمكن وصفها
فالعقل يستطيع تمييز لحظات التعب او المشاكل فيحجب عنك كل شيئ تقريبا لتستطيع الراحة
والقراءة العلمية او قراءة المواضيع التي تحتاج الى فهم وتفكَر لن يقبلها العقل حينها
ببساطة لان برنامج الحماية يعمل بقوة في وقت التعب .. يحاول ان يجعلني مسترخية..
اذا رأى معلومات سيرفض التعامل معها ليتركني استريح حتى لو كانت من افلام او مجلة احبها
مدهش اليس كذلك !
بعض البشر قوة تحملهم ضعيفة قليلا اكثر من غيرهم
فإذا حدثت لهم مشكلة كبيرة او صدمة عاطفية قوية قد لا يتمكن الشخص من استيعابها فيقوم العقل بحجبها تماما كأنها لم تحدث
ليحمي الشخص من ذاكرته العويصة .. وهذا مايمسى بفقدان الذاكرة الجزئي المتعلق بحادث معين فقط
العقل يعلم تماما ماتمر به ومايحدث لك ويظبط ساعتك البيولوجية بالطريقة التي يعلم انها صحيحة لجسدك وعاطفتك
فقد اعتدت منذ صغري ان اراقب ردات فعل عقلي تجاه اي مجهود او حدث
اذا شعرت بالتعب فحينها يجب ان احصل على بعض النوم
اذا شعرت بعدم التوازن فيجب ان اطفئ كل الاجهزة من حولي واسترخي في غرفة مظلمة حتى لو لم انم
اذا كنت مرهقة لا اجبر نفسي على القيام بأي شيئ حتى وان كان مهما
لانني قد جربت مرات عدة واجبرت جسدي على النهوض والقيام ببعض المهام وانا متعبة
فجائت النتيجة سيئة جدا حيث استمر رأسي بالصراخ من الصداع طيلة الوقت
ولم يكن تركيزي حاضرا ابدا
بل وانتهى بي اليوم بإحضار الاشياء الخاطئة وتفويت مكالمات مهمه لم انتبه لها
وحتى القيام بمحادثات مليئة بالاخطاء المحرجة وعدم إعطاء الطرف الاخر - استاذا او صديقا او مسؤلا ما- مايستحقة من اهتمام
لقد اخبرني عقلي بطريقته وحذرني فغلطة من هذة اذا؟
لماذا اذا قد اكرر هذا التصرف المحرج المرهق جدا بينما استطيع ان انام قليلا
وسأنجز مهامي متأخرة بعض الوقت افضل من انجازها جميعا بطريقة خاطئة .
عقل الانسان مليئ بالالغاز التي الى الان لم تكتشف رغم كل التقدم والتطور في طب المخ والاعصاب والعلوم العصبية وحتى اختراع اجهزة محاكية لعقل الانسان
الا ان العلم مازال يطفو على سطح هذا العضو العبقري الغامض المعقد
فإذا كان الانسان باستخدام هذا العقل استطاع الصعود الى القمر وارسال اقمار صناعية الى كواكب ابعد مما نتخيل
واستطاع صنع كل هذة الاختراعات التي لايعلم اغلبيتنا كيف تعمل اصلا
فكيف ستكون قوة هذا العقل نفسه ؟ اذا استطاع اخراج كل هذة المعجزات الصغيرة فماذا سيقدم لنا في المستقبل ؟
مجرد التفكر في قوة العقل وتعقيداته وحدها تجعلني اجدد إيماني بالله
فلن يستطيع احد تشكيل مثل هذا المخلوق إلا اله محكم الصنع
فسبحان الخلاَق العظيم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق