الثالث عشر من ديسمبر ..
A)
اعتقد أن اليقين من أصعب القيم العليا التي يمكن أن يصفها إنسان أو أن يصل إليها .. الغريب أننا نولد مزودين بها بقوة لا تُقاس، كل شيئ نشعر بالأمان تجاهه لأننا ببساطة نعلم أننا مؤمَنين تجاه أي خطر .. لدينا يقين حقيقي على أننا سنعيش بسلام مهما كانت الظروف حولنا. عندما نكبر تأخذ الماديات من حولنا روح اليقين تجاهها .. نؤمن ان سقف المنزل هوا مايحمينا وان الملابس هي ماتسترنا وان اشكالنا وملامح تكويننا هي حقيقتنا .. يتغير اليقين، لأن الإنسان بسيط في أغلب الأحيان يصدق فقط مايرى، ويهجر مالا يُرى أو يُلمس..
الشعرة الفارقة بين اليقين وعدمه هي قُدرة الإنسان على لمس الأرواح من حوله بمشاعِره وذهنه الداخلي .. اليقين أن نجعل إلهً لم نراه ابداً في أعلى منزلة في قلوبنا .. منزلة المُحرِك والمُسخّر والموجِد، وان نُحرك أبائنا وازواجنا ومعلمينا ورؤسائنا إلى منزلةٍ أقل، فلا يكونو أصناماً نعبدهم في قلوبنا دون أن ندري .. هكذا فكرت وهكذا بدأت ابحث منذ سنوات .. كيف أصل إلى ذلك؟ هل كل ما نُكرره بألسنتِنا يمكن أن نُسجله في قلوبنا بصدق؟ هل حقاً لدينا يقين على الله كمان نٌكرر جميعاً؟
بيت اليقين في قلبي الان في مكان هادئ واسعةٌ باحته .. اشعر أنه يختبى بهدوء وراء اكوام من الأشجار والزهور .. لكن عند الحاجة يظهرُ بكل قوته، يقف أمامي ويعطيني كل الطاقة التي أحتاجها لمواجهة هذا العالم، يقوّيني ويمنع عني الأذى والإحباطات وألام التوقعات الخائبة، لأنه ببساطة لا يجعلني أُعطي لمخلوق مكانة أكبر من قدرِه.. أعلم ان هناك إلهً يستحق إيماني التام والكامل دون أي اسباب.. دون أي مساعدة من شخص مهما كبرت مكانته ..
بيوت اليقين تحتاج لصيانة دائمة .. تحتاج للتحدِيث كل فترة حتى لا تتآكل ويُصبح مانسكن اليه يوما أيلاً للسقوط .. عمّرو بيوت قلوبكم بالإيمان وتعظيم المصدر الحقيقي للكون والطاقة العظمى لأرواحنا وليست الأصنام التي تراها أعيننا المجردة وتؤمن بها.
B)
امس في الظهيرة أفتتح الدكتور احمد عمارة أكاديميته التي حلم بها منذ اربع سنوات تقريبا .. لكي يستطيع اي شخص في العالم شراء المحاضرات ودراستها بدون حواجز المكان ..
أعتقد ان أحداثاً كتلك نثبت لك أن الله موجود وأن العمل الجاد لا يضيع .. الكون مسخّر لنا بالفعل ومهما نتعلم ونُنتج نُدرك أن امامنا المزيد لنعمّر به الكون..
موقع أكاديمية عمارة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق