الثلاثاء، 15 ديسمبر 2015

قليل من الراحة

Scene from My Window-Night  -   Huguette Clark

الخامس عشرة من ديسمبر ..

A) 
إرهاق عجيب .. أعتقد ان قاع المنحنى يأتي دائما في نصف الشهر 
فبعد حماس البداية والخطط وحماس أول الشهر، يخفُت قليلاً ثم يعود للحياة مرة أُخرى أخر الشهر .. نتمنى ذلك.

B)
5 اشياء تعلمت فعلها مع الوقت أثناء فترات الخمول او النقاهة من مرض تُساعد كثيراً في إستعادة النشاط باكراً، 
والمُحافظة عليها بإنتظام يقلل فترات ضياع اليقظة التي نمرّ بها أحياناً .. إنها قائمة من بحثي وتجربتي الخاصة:

 الراحة:
الإستماع لحديث جسدي من أهم ما يساعِدُني على تخطي المراحل الغريبة بدون إطالة .. فالخمول والكسل اللذان تستحيل معهما الأعمال البسيطة تقريباً، تعني أن جسدي في حاجة ماسة إلى الراحة، أو ربما يعاني من نقص نوم أو إرهاق تناسيتهما.. ليله نوم طويلة من بعد الساعة التاسعة ليلاً إلى الفجر تَرُد العافية إلى كامل الجسد، وتجعل الصباح التالي أكثر روقاناً وهدوء.

القيلولة:
الحقيقة انا أحب القيلولة كثيراً وإذا إستطعت التحكم بها لكي لا تخرج عن ساعتين فإنها تكون مساعداً كبيراً لي ولشحن طاقتي خلال اليوم. ربما لاحظتم الفترة الأخيرة أنني أتخلى عنها لأوسّع وقتاً بعد العمل للكتابة او القراءة او مشاهدة الأفلام الوثائقية التي جمعتها منذ شهور، أعتقد ان لخبطة أوقات القيلولة ومنعها في أغلب الأيام عاد عليّ بالسوء كلياً، أشعر أن جسدي يُحارب ليفعل أي شيئ بسيط. سأعود لوقتي المقدس من القيلولة مجدداً فقد علِمتُ قيمتها بالكامل.
عندما لا يتوفر لي الوقت الكافي لنوم عميق هادئ أكتفي بنصف ساعة من الإستلقاء في مكان هادئ وإغماض العين وممارسة بعض تمارين الإسترخاء والتنفس العميق المنتظم، يساعد كثيراً على إعادة التوازن واليقظة إلى عقلي.

السُكّر:
السكر المصنّع يرفع منحنى الطاقة بشكل مفاجئ في الجسم فنشعر لمدة ساعتين مثلا بالطاقة والنشاط العجيبين، ثم فجأة وبدون سابق إنذار نشعر كأن صخرةً هوت فوق رؤوسنا .. المنحنى سقط بسُرعة إلى القاع ويتركنا نترنّح من الخمول والشعور بالإجهاد .. السُكر عدوي منذ سنة تقريبا .. بشكل مُفاجئ لم أعد اتحملُه رغم محبتي الطويلة له ومازلت ولكن كل قطعة سكر تدخل معِدتي أشعر بعدها بإنقلاب عجيب في المزاج لا أستطيع الخروج منه إلا بعد ساعات.  أُحاول الأن تقنينه بأن أتناوله مرة في الأسبوع مثلا إرضاءً لحبي القديم ولكن منعه بقية الأسبوع حفاظاً على صحتي العقلية من جنون المزاج وذبذبتِه المؤلمة.

قليل من الهواء:
النافذة لم تُخلق لنضع عليها ستائر بشكل جميل فقط، بل لتُفتح وتُدخِل الشمس والهواء إلى المكان .. مدينتي مناخها حار طول العام مع رطوبة عالية وأتربة دائمة، نكاد نعيش على أجهزة التبريد طول السنة بلا إستثناء، وإلا بدونها قد نصاب بالكثير من مشاكل التنفس .. هذا الوقت من العام تهدئ الحرارة قليلا ونستطيع فتح النوافذ في الصباح وفترة المساء ولو لساعة قبل أن تهجم الرمال. ولكم أن تتخيلو التغيير الكبير الذي يحدث في الأمزجة من حولي. الهواء الطبيعي حتى وإن كان أكثر حرارة من أجهزة التكييف لكنه يمتلك سحراً عجيباً في تهدئة النفس وإضافة بهجة محببة تُحسّن المِزاج كلياً .. إفتحو نوافذكم تتفتّح أرواحكم.

الحركة:
جميعنا يعلم أن الحركة مفيدة والرياضة مهمة وإلى آخرهِ من هذا الحديث الذي سمعناه كثيرا من قبل، ولكن دور الرياضة وإن كانت دقائق بسيطة في تحسين المزاج لا نستطيع تجاهله نهائياً .. الحركات التي يُفترض أن تكون مُرهِقة وتجعلنا نتعرق ونتنفس بصعوبة لانتخيل أنها تُحدث فعلاً تغييراً كيميائياً في هرموناتِنا في الدماغ، وتُخفّض من هرمونات التوتر التي تجعل أمزجتنا جحيماً لا يطاق. رياضة كالمشي واليوجا يرفعان هرمون الإندروفين المُسبب للراحة والإسترخاء وتخفيف الآلام. 
بالنسبة لي الرياضة تُشتت ذهني عن كل توترات العمل وتُشعرني بأني وفّرت وقتاً طويلاً خاصاً بي مع انه قد يكون مُجرد عشرة دقائق إلى نصف ساعة فقط، لكن تأثيره سحرياً ..
الرياضة تؤدي للسعادة حرفياً وبلا مبالغة. وباعتدال الجو قد ابدأ في التمشية قليل على الشاطئ أمام منزلي او أجعله تحدياً جديداً لي في الشهور القادمة ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق