العشرين من ديسمبر ..
دائما ما أرى الطريق التى تختاره أرواحنا دافئ، هادئ، مليئ بالامان.. بعكس الطرق تنتهي بنا الى جرف او شلال ماء خطير، ستجد أن بدايتها كان شعوراً غريباً بالقلق وعدم الأمان، وبإختلال الإتزان..
أرواحنا منذ كانت في السماء إختارت الطريق التي تعرف حقاً صحته وامانه، إختارت العمل الذي ستُحبه في الدنيا، إختارت الزوج الذي ستسكن اليه، إختارت القيم التي ستعيش بها والرفيق الذي سترتبط بروحه الأخرى، وبعد أن اتينا إلى العالم تعرضنا لكل أنواع التأثيرات التي صنعناها بأنفُسنا بوعي وبدون وعي، وأصبحت تمتص أرواحنا ببطئ دون أن نشعر، حتى تحولنا إلى كُتلة من المادة والإحتياجات والرغبات دون أي رقيب .. أرواحنا ماتزال صغيرة، تائِهة تبحثُ عن مخرج او غِذاء لتستقوي به على الأثقال التي رميناها فوقها دون أن ندري.
أؤمن بأن الروح قد تعلمت طريقها قبل أن تُرسل إلينا، أؤمن أنها إمتلكت مفاتيح الكون من حولنا ولكننا لانبحث ولا نتأمل ولا نحاول التفتيش في أعماقها.. أكثر البشر صِحةً ونجاحاً وراحة هم من يستطيعون الغوص في دواخِلهم بجرأة، فيرون حقيقة الكون من حولهم، بل يرون مالم يستطِيع ملايين من الناس رؤيته، فيتحولون من منزلة الإنسان إلى مكانة البشر -بعد ملاحظة طويلة وجدت أن كلمة الإنسان في القران دائماً ما يأتي بعدها صفة سيئة، بعكس كلمة بَشَرٌ التي وصف النبي بها نفسه عليه الصلاة والسلام-.
عجيبة هي عقائدنا كيف تنمو وتتشكل ثم تتحرر وتبدأ في البناء من جديد، فقط إن سقيناها كما نروي نبتة صغيرة على نافذة غُرَفِنا نستفتِح بها صباحنا، وفي الشتاء إن ملئها الثلج الهش وغطى زهورَها المُغلقة وأصبح إخضرارها مُختلِطاً ببياضِه، فقط أضئ المصابيح القريبة منها حتى تدفئ ويعود ربيعها قريباً.
كتبت بداية هذة التدوينة من فترة طويلة لا أذكرها، والأن وجدت يداي تكتب ماقرأتموه بدون سابق تجهيز، لعله الإلهام الذي زارني فجئة بعد ثلاثة أيام من السفر منعتني من التدوين وكسرت المراثون، ولكن ليس هناك قانون يمنعنا من الإكمال بعد إنقطاع صغير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق