الخامس من رمضان ..
10:30 صباحاً:
امي مُسافرة في رحلة قصيرة، والبيت ملكي الان لأُعد وجبات الفطور والسحور لأخوتي.
جربت العيش لوحدي فترات متقطعة من حياتي متفاوة الطول، وإعداد طعامي ليست مشكلة أبدا، ولكن مسؤلية طِفلة والإنتباه لها على مدار الساعة بدون مساعدة هي ما يؤرقني دائماً .. أتعلم كل دقيقة كيف كانت أمي تُربينا جميعاً دون مساعدة، اللعِبُ والمذاكرة والصِحة والطعام وتنظيم البيت ومئات الأشياء الأُخرى.. كيف يمكن للمرأة تحمل كل هذا المجهود الجبّار وبذل المزيد من الطاقة النفسيّة والجسدية فقط لتُحِب أُسرتها؟
أدعو كل يوم لأمي أن يملئ قلبها سعادةً وراحة كما جعلت السنوات الماضية من عُمري كلها رفاهية ومُتعة وراحة بال.
02:00 ظهراً:
البيت هادئ .. القليل من القراءة والإسترخاء .. إعداد وجبة صغيرة لطِفلتي..
مُحاولة التعرف على بدائل للكافين يمكنها أن تجعلني أستعيد طاقتي القُصوى في الصِيام.
04:00 عصراً:
قررت صنع وجبات صغيرة مُغذيّة للإفطار لا تأخذ الكثير من الوقت، لا أُحب فكرة تضيع ساعات طويلة لإعداد صِنف أو صِنفين، يمكنني ببساطة إعداد وجبة تحتوي كل العناصر الغذائية، وتكون شهيّة شكلاً ومضموناً دون إهدار ساعات طويلة في شهر فضيل كهذا.
05:45 م
صداع خفيف .. الحرارة دافئة اليوم على غير العادة، أغلقت جهاز التبريد وفتحت النافذة، فدخلت أشعة الشمس مستقيمة على مكتبي .. أُحاول لإستمتاع بأي جو مُعتدل عندما يُقبل على عجل قبل أن ينفُث التنين الخفي القابِعُ فوق مدينتي نيرانهُ الحارقة من جديد.
06:00 م
أعدت حلوى "لُقمة القاضي" التي يحبها أخوتي كثيراً، لدي ذكريات جيدة معها رُغم بساطتها الشديدة، إلا أنها تُعيد لقلبي كل المشاعر الجميلة والذكريات الرائعة من شهور رمضان التي قضيتها مع أقاربي في طفولتي ومراهقتي.
09:40 م
كوب القهوة لا يقوى على الصُداع، وهذا نادر الحدوث.. رُبما ما زالت ساعتي البيولوجيّة تتأقلم على الوضع الجديد للروتين اليومي؟
أشتاق لأمي أكثر الأن.. عندما أُصاب بالصداع أترك كل شيئ لها وأُغمض عيني في غرفتي المظلمة لنصف ساعة في هدوء فأُصبح أفضل. الأن لا يمكن النوم وصغيرتي مُستيقظة، أو حتى كتابة التدوينة بدون القيام خمسة ألاف مرة على الأقل من على المكتب.
11:05 م
أشاهد الأن فيديو للدكتور أحمد عمارة في سلسلته الجديدة "ملفات"
وهو من الأشخاص القلائل المختصين في علم النفس والمجددين على حد سواء الذين أقتحمو الإعلام بصورة قوية ومدروسة ورائعة، يفتح أفاق العقل لكل شخص ويُعلمه حقوقه التي جهلها لعشرات السنين باسم الدين المزيف، والعادات الخرقاء، والمقدسات الباطلة التي ما أنزل الله بها من سُلطان، ولكن وضعتها المُجتمعات الضعيفة لتتحكم في عقول البشر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق