السادس والعشرون من رمضان ..
A)
الجُمعة.. أول أيام الشهر السابع من العام..
أيام الجُمعة لها في قلبي الكثير من المشاعر.. كأنها تحديث جديد للأسبوع، تُفلتر كل الإرهاق والقلق ومشاكل العمل والتوتر .. حتى إذا أستخدمتُ يوم الجمعة في قضاء الحوائج خارج المنزل او السفر فإنها تضلُ أجمل على قلبي من كُلّ أيام الأسبوع ..
اليوم أخِر جُمعة في رمضان، وتوافق ليلة فردية، أي إحتمالية ليلة القدر. مفهومي لها مُختلف عما تعلمتُ في الماضي .. ليلة القدر تعني معرِفة قدرِ الله وقوّتِهِ وعظمتِه، تعني إستكشاف أنفُسِنا والعالم من حولنا الذي صنعهُ الإله العظيم.. القدر تعني القُدرة وقوّة ودِقّة ما خُلِق حولنا وتم إبداعه في الكون وفي أنفُسِنا..
ليلة ثمينة.. لا أعتقِدُ أنها واحدة بل لِكُلّ شخص ليلةَ قدرٍ خاصةٍ به، ستتغير فيها كُلّ مشاعِره وأقداره بحسب يقينه وإعتماده على الله وتصديقه بقوته وعظمته ..
B)
دائما ما أجِدُ مُشكلة بين أوامِر القٌرآن في التدبُر والتفكُر في أياته، وبين كُتب التفسير التي وضعها أئمه أجِلّاء. لكني أؤمن أن كُل جيل وكل زمن سيستحدثون فِهماً أعمق وأقوى للقُرآن من الذين قبلهم، وهذا هو سحر الدين وسر إستمراريّته، أنه صالح لكُل زمان ومكان..
ولكننا في الفترة الأخيرة واجهنا أنظِمة غريبة تُقيد كل فِكر جديد وكل تجديد في الدين وكل فهم غير الفهم القديم، خصوصاً وأننا لا نخوض في أمور الدين الأساسية من التوحيد والربوبية وغيرها.. فلم لا؟
بديهيات الدين وأساسياته لا أحد يخوض فيها لأنها كقُرصِ الشمس في الظهيرة، واضحة للجميع.
لكني أرفض فكرة أن القران قد إكتمل تفسيره وإنتهى وليس هناك مكان لأي فهم جديد، كيف ونحن نعلم أن قوّة الدين في إستمراريته وصلاحيته لكل الأجيال وأمور الحياة؟
دائما في كل يوم وفي رمضان خصوصاً يتجه عقلي ليتبحّر في الفهم العميق لِما في كِتاب الله الرائع القُرآن الكريم وأُحاول البحث والتفكّر والتدبر بقدر إستطاعتي..
فوجت بداية رمضان هذا الموقع الرائع للبحث في معاني القران .. مُصحف قطر
وكان عبقرياً، حيثُ يُتيح لنا البحث عن أي كلِمة ذُكِرت في القُرآن، بل وإعادتها لجذرها وإسخراج كل الأيات التي ذُكِرت فيها هذة الكلمة، وبالتالي سيسهل علينا فهمها وتفسيرها بكل صراحة ووضوح بعيداً عن إستنتاجات السابقين والتي تحتمل الصواب والخطأ مع كل إحترامِنا وتقديرنا لهم.
إختارو قسم "كشّاف الجذور" أدخِلو الكلِمة التي تُريدون البحث عنها في خانة البحث ثم إختارو "عرض شجري" وهو يعمل بطريقة القواميس، حيثُ تختارون أول حرف من جذر الكلمة التي إستخرجتموها ثم الحرف الثاني ثم الثالث إلى أن تظهر لكم جذر الكلمة كاملاً..
وعندها يمكنكم قراءة كل الأيات التي ذُكرت فيها هذة الكلمة وكُلّ الكلمات التي ذُكرت فيها في القُرآن وجمعِها وإستخراج معناها، وستُفاجئون بكمٍ هائل من الكلمات التي فُهِمت خطأً وتم تفسيرُها بطريقة غريبة لا تمُت لمعناها بأي صِلة. وصلت لنا إما بفهم خاطئ أو مانتلقى منهم الدين من التلفاز يشرحونها بطريقة خاطئة..
الحمد لله أن الله حفِظ القرآن من أي تحريف. لكن العلماء والمفسرين القُدماء بالطبع تحولت كُتبهم ونُقِّصت وغُيّر فيها على مدار قرون.. لم يتعهد الله بحفظ أي كتاب إلا القُرآن الكريم، وغير ذلك مهما كان قديراً لا يجب أن نأخُذه بشكلٍ مُسلمٍ به.
كل شيئ يمكن أن يتم تحريفه، حتى التاريخ الذي يُكتب الأن في حياتِنا نرى التأويل والكذب وإخفاء الحقائق كل يوم على مرأى ومسمعٍ منا .. فهل نستطيع الثقة في كُتب مرت عليها قرون وحروب والكثير من المُعارضة ضد كُتّابِها بل والكثيرِ منهُم تم منعِه وسجنِه ومحاربتِه وحرقِ كُتبِه وتولّى طُلابه جمع ماتبقى منها..
لن نُشكك في نوايا الأشخاص فهذا ليس عملنا، ولكن الجميع قد يُخطئ مهما كانت نيتُهُ سليمة مليئة بالخير..
الموقع يتطلب القليل من التدريب في البداية إن لم تكن تلك الطريقة مألوفة لكم، ولكن ما إن تتعلمون طريقته سيسهُل عليكم كثيراً وستغوصون في عالم رائع ومعارف جديدة تماماً لم يُعلّمها لنا أحد، وحتى فِهم أعمق للقُرآن كُّنا نمُر عليه مِرار الكرام دون وعيٍ.
قلمك اكثر من رائع كلماتك اصبحت هى الوقود والدافع لى للتقدم والانجاز
ردحذففعلا اضافت لك القراءة عمر اخر و فهم و تعمق و نظرة مختلفة
اليوم من دون ان اشعر وجدتنى ادعو لك ان يرزقك بزوج يقدر عقلك الواعى بارك الله فيك و فى والديك اللذان اخرجا هذا النبت الصالح والعقل الواعى
أشكرك مدام داليا ..
حذفحضرتك صديقة وفيّة للمدونة منذ شهور ومتابعتك وردودك تُسعدني كثيراً
شكرا لك ^_^