السبت، 31 أكتوبر 2015

متطوفات أكتوبر وفضاء كبير


A)
اشعر أن أكتوبر مرّ كأنّه عام وليس شهر .. طويل وهادئ. 
خامل في الحقيقة في أغلب أوقاتِه .. ربمى تقلُبات الفصول تنعكِس على مشاعري قليلاً.. لا أدري.
وفي فتراتِ الخمول لا شيئ أجمل مِن فيلمٍ طويل لمجال تعشقُه .. من هنا تبدأ مفضّلات أكتوبر:


1)


فيلم Interstellar ..
حسناً في البداية إعتقدتُه فيلم عادي عن السفر خارِج الكوكب.. ورُغم عِشقي الأزلي للفضاء وعلوم الكون الذي ذكرتُه مرة هنا لكم إلا أنني أخترتُه بدون أي علم او حتى معرفة بمُمثّليه. لكن ولله الحمد كان فيلم جميل بغرابة .. رائع ومخيف، فتح لي مجالاً للدهشة لم أُجربها إلا مراتٍ معدودة في قليلٍ من الأفلام والكتب .. فجّر الكثير من الخيال في عقلي، وكان السبب في فهمي لنظريات كثيرة لم تستطِع مُعِلماتي البسيطات إدخالها إلى ذِهني. 
ما أعجبني أكثر في الفيلم هوا عرضِه للجانب الغير مرئي من حياتنا .. الجانب الخفي للمشاعر وتقلبات الزمن .. هل يمكن التعديل على الماضي؟ وهل يمكن التنبؤ بالمستقبل؟ الكثير من الأشياء التي نشعر بوجودها بكل قوة ولايُمكِنُنا لمسها .. الأشياء التي تجعلُنا بشراً وليس مجرد أجساد والتي لا يمكن للعلماء إثباتها .. لا يستطيع أي شخص إنكارها مهما بلغ من العِلم لكنه يرفضها لمجرد عدم ثبوتها بحثياً بعد.. الغموض الذي يتحداه العلماء امام الروح والدين.
هناك الكثير في هذا العالم لم يستطِع العِلم إثباته بعد .. وقد لا يستطيع أبدا.

الفيلم يستحق المُشاهدة وبشدة .. المخرج العبقري والموسيقى الخلفية والعروض البصرية الساحرة التي حازت على الأوسكار، فقد قدّمت صورا جديدة تماماً وعلمية عن الثقوب السوداء لم تُرسم بهذة الدقة من قبل .. البطل الذي يحارب المجهول بمشاعِر الأبوّه القوية لأبنائِه على الأرض، الكواكب العجيبة التي زاروها بحثاً عن وطن جديد .. كُلها جعلت مِنه فيلم إستثنائي يُثبت الخيال بالعِلم والقسوة بالمشاعر.. وربما المستقبل القريب.

2)
قناة الدحيح  ..
يعوم اليوتيوب الأن في ألآف القنوات الشبابية التي تتحدث عن كل الأمور بكل الطرق .. ولكن يندر أن نرى قنوات حقيقية تستحق المتابعة خُصوصاً العربية. وقعت يدي على هذة القناة المميزة لصاحبها "أحمد الغندور" يشرح الحقائق العلمية والفكرية بشكلٍ كوميدي وبقصة لطيفة مضحكة في بعض الأحيان ومُختلفة في كل فيديو على حسب الموضوع .. الكثير من الأمثلة والتشبيهات التي يُقرّب بها التعقيدات العِلميّة إلى الواقع، فتتسرّب المعلومة إلى عقلِك بسلاسة لا تُصدّق.
كنت أبحث عن شرح للنسبية "نظرية أينشتاين" أتذكر أني درستها في الصف التاسع تقريبا ولم تشرح معلمتي أي معلومة صحيحة عنها.
وكان للدحيح السبق في الشرح المبسط الذي فهمته بصورة مدهشة بدون أي "كلاكيع" في فيديو العلم وراء..نبذات من General Relativity) INTERSTELLAR).

 ستندهِشون من بساطَة وصفِه رُغم تعقيد النظرية التي قال عنها العالم أحمد زويل مرة في أحد لِقائاتِه: "العبقري الحقيقي هو من يستطيع شرح وتبسيط المعلومات الصعبة للأخرين وتفهمها عقولهم منه بسهولة، وأنا إلى اليوم لم أستطيع شرح النسبية إلى أي أحد."
حسناً زويل .. الدحيح يستطيع، أعتقد أنه عبقري.

3)


بعد الفيِلم عاد لي هوس الكون القديم .. الرغبة في معرِفة هذا العالم الذي نبدو فيه كمُستعمَرةِ نملٍ صغيرة ولا ترى إلا الحديقة التي بنت جُحرها فيها.
كنت أبحث عن كِتاب مبسّط عن الكواكب ووجدت هذا المجلد الكنز "أطلس الكون" من National Geographis ومن ترجمة نهضة مصر.
المجلد يحتوي مِئات الصور والخرائط والرسوم التوضيحيّة للكواكب والمجرات والكون الساحر من حولنا، يوضّح أيضاً الكثير من النظريات الفيزيائية التي تشرح حركة الكون من حولنا .. معلومات لم اقرأها مِن قبل في الكتب الصغيرة.. إقتنائه كنز.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق