الأحد، 27 ديسمبر 2015

محاولة للهدوء


السابع والعشرين من ديسمبر ..

في كثير من الأحيان أريد إطفاء صوت العالم من حولي، أجعل كل شيئ صامت.. أفتقد الهدوء وأن اسمع فقط صوت أنفاسي والهواء من حولي. دائما ماتُسبب الضوضاء لي الكثير من التشتت وشقلبة الأفكار في عقلي.. بعكس كثيرين يستخرجون الأفكار من العالم المُنشغل من حولهم، أما أنا أفقد الإلهام تماماً في أوساط الإزعاج، أستطيع أن ابقى أياماً طويلة وسط البشر والألوان والتغييرات ولكن لا أتحمل الصوت، أُريد كل عدة ساعات فاصل من الهدوء الصامت الآ مُنقطع، فيعود عقلي للعمل بِكفائه كما أريد.
أعتقد أن تربيتي في مدينة صغيرة وانا طفلة يعود عليه كل الذنب في تنشِأتي بهذة الأذن الحساسة .. الهدوء في كل مكان، وكل شيئ من الطبيعة له لغته التي أُجيد سماعها، الأذان له مشاعره الخاصة، والعصافير واليمامات على نوافذ المنزل قبل كل شروق وغروب لها قُدسيتها، صوت الشجر يتمايل من هواء الشتاء، وصوت المطر ينزلق برقة على أوراقها، وحتى صوت الثلج المُكوّر الصغير الذي يحُدث حفلة ضجة محبّبه وقت تسابُقِهِ للسقوط على الأرض، كلها تبدو مُتناغِمة، جميلة، شيئ فِطري يُسبب مُتعة لا محدودة للروح وللقلب .. كل شيئ كان يتحدث ولكن بهدوء وإنسجام.
الأن افتقد الهدوء .. كل غروب أفتح النوافذ وأتلصص صوت العصافير تُحاول صُنع إتزانٍ ما في الكون وأستعيد روحي المفقوده قبل أن تمر شاحِنات بصوتها المُضطرِب لتُدمّر إستمتاعي. 
مازِلت أُحاول ..

هناك 3 تعليقات:

  1. رائعة كلماتك التى تصف الهدوء و الرغبة فيه👏👏👏

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا داليا .. سعيدة بقرائتك ^_^
      واتمنى لك أيام هادئة ولطيفة

      حذف
    2. 👏👏👏👏💜💜💜💜

      حذف