كيف نستيقظ ببهجة

الثاني والعشرين من ديسمبر ..

الصباح هو وقتي المفضل من اليوم، أعتقد انه أجمل ساعات اليوم على الإطلاق.. منذ صِغري كانت شُرفة غرفتي تطل على الشروق وكنت اتأمل الشمس بطاقة حب غريبة تنبعث من قلبي.. كَبُر حب الصباح معي، ولكن تمر الكثير من الأيام يكُن الإستيقاظ فيها مُرهقاً جدا، او على الأقل اول ساعة منه ثقيلة ومُتعبة .. بالطبع تعرِفون ان ساعات الصباح الأولى للإنسان هي مايصنع بقية يومه تقريباً فإن كانت لطيفة سنتحمل بقية اليوم مهما حدث فيه، لذلك سعيت بكل إخلاص أن اجعل إستيقاظي مُريحاً وكانت اول نقطة هي:

المعتقدات:
سمعت كثيرا جملة: أنا شخص صباحي/ مسائي .. شخصياً كنت استخدمها كثيرا بأنني شخصية صباحية أُحب البُكور والإستيقاظ قبل الشروق. ولكن في الحقيقة لا يوجد شيئ يُدعى ذلك، يمكن ان تكون صباحياً او مسائياً حسب ماتريد، ولكن إذا كنت تحتاج للنهوض باكرا للدراسة او العمل فيجبُ أن تحب الصباح وتكسِر دائِرة الإرتياح التي تحيط بها نفسك بالنوم متأخراً .. تغيير المعتقدات والأفكار سيُسهل كثيرا الإستيقاظ باكراً والإستمتاع بإيجابيات الصباح التي لا تُعد. قانوني هوا إذا كنت مضطرة لفعل شيئ فسأستمتع به مهما حدث.

الطعام:
اخر وجبة قبل النوم يجب ان تسبقه بعدة ساعات وان تكون خالية من السكر والكافين .. النوم بعد الأكل مباشرة هي أكثر الأسباب التي تجعله مضطرباً وبالتالي إستيقاظاً سيئاً.

النوم قبل الثانية عشر:
لاحظت ان النوم قبل منتصف الليل ولو بثلاثين او عشرين دقيقه قد يجعل النوم كافياً بشكل عجيب حتى وإن كان أقل من سِتةِ ساعات، اليوم الذي انام فيه قبل الثانية عشرة أستيقظ براحة وأفتح عيناي بسهولة. كذلك الحفاظ على وقت معين ثابت يوميا لإطفاء الضوء والذهاب للسرير يُسهّل الدخول في النوم العميق والإسترخاء الكامل.

الإسترخاء:
التوتر الذي نحصل عليه خلال اليوم من العمل والناس والحركة والضوضاء قد يجعل الإسترخاء الطبيعي للجسم قبل النوم صعباً جدا بل ومستحيلاً لدى أغلب الناس القلقين مثلا او الذين يتوترون أكثر من غيرهم .. لذلك نتعلّم نحن الإسترخاء والتنفس الصحيح الهادئ المنظم الذي يجعل كل عضلة تهدأ وتسترخي ويجعل العقل يُشتت نفسه عن الأفكار المسببة للتوتر .. تقنيات الإسترخاء كثيرة جدا، يمكن أن نستخدم فيديو لموسيقى هادئة او صوت امواج او مطر، او فقط تخيل مكان واسع وهادئ ومريح يجلب الطمأنينة والراحة.. او إستخدام ملفات صوتية لمتحدث يساعدك على تعلم التنفس وإرخاء جسدك. إن كان صعبا فممارسة بعض اليوجا وشرب فنجان بابونج فهو مهدئ رائع.
هنـــا فيديو موسيقى رقيق للغاية، وهنـــا فيديو لتمرين يوجا يساعد على النوم.

النوم لوقت كافي:
 بالطبع إذا كان الجسد لم يأخذ كفايته من النوم فسيكون صباحك جحيماً .. إشباع الجسد والعقل بالنوم الهادئ يُعالج كل الأضرار والإرهاق الذي حدثت طوال اليوم لهما فيكون الإستيقاظ امتع بكثير. النوم في غرفة مُظلمة ومعتدلة الحرارة، وفي ملابس واسعة ومريحة بدون أحزمة تخنق الدورة الدموية.

أؤمن بأن الإستيقاظ الجيد سببه نوم جيد، لذا كان نصيب الأسد للأستعداد للنوم ثم نبدأ في المساعدة على النهوض: 

وضع المنبه في أخر الغرفة:
حيلة نافعة جدا، أضع المُنبه على طاولة تبعُد عن السرير بأمتار لكي أضطرّ للنهوض والمشي إليه، هذة الحركات الصغيرة كفيله لأستعادتي الوعي الكافي لأُدرِك أن الوقت قد حان فعلاً للإستيقاظ، فالمنبه القريب قد يتعرض للإغلاق بدون وعي منّا لنقوم مفزوعين بعد ساعة من الموعد المحدد.

الحركات الأولى:
أخذ نفس عميق وإخراجه من الفم بقوة .. فتح الستائر.. الوضوء .. شرب كوب ماء.. كلها حيل صغيرة تعطي إشارات للعقل بالإستيقاظ .. فالعقل يتغذى على الأكسيجين والماء والضوء ينبهه بأن وقت النهوض قد حان.

الرياضة:
إختبر جسدك، هل سيُفضّل تمارين من عشرة دقائق ام سيتقبل نصف ساعة او اكثر؟ هل سيفضل التمارين العنيفة ام اليوجا؟ ربمى المشي او الهرولة في مكان مفتوح .. او مجرد حركات بسيطة لتحريك الدورة الدموية. ربمى المشي للعمل إذا كان قريباً.

روتين صباحي:
إعداد القهوة او مشروبكم الصباحي المفضّل، تحضير الإفطار، ضوضاء راديو او قناة محببة، قراءة صفحة من كتاب كنتم تقرأونه قبل النوم، كلها تجعل العقل يستفيق وتخلِقون دائرة إرتياح جديدة لإستقبال اليوم ببهجة ونشاط أكثر.

اتمنى لكم صباحات جميلة مليئة بصور الجمال والبهجة والألوان.