الثالث والعشرون من ديسمبر ..
كل شيئ له وظيفه في الكون ورِسالة خُلق ليؤديها.. كل كائن له عملُه الذي يستعيد يقظتهُ كل يوم ليقوم بها.. لا شيئ خُلق عبثاً، ولا يوجد شيئ في الكون بلا هدف. هذا بالظبط ما يُخبرك به الفيلم بكل معجزاته الصغيرة التي صورها بدقة تثير الدهشة.
الفيلم من إنتاج شركة ديزني ضمن سلسلة Disneynature الوثائقية التي شاهدت بعض أفلامها وأعلم جيداً سحر جودتها وجمال إختياراتهم.
في هذا الفيلم حياة الزهور والنباتات، وحياة الطيور والفراشات والنحل وكيف ينتقل اللقاح بينها عبر المساحات الشاسِعة بطرق لم تخطر على بالي من قبل، ملايين الفراشات التي تنام على اغصان الشجر إلى أن تجعلها تميل .. زهور الأوركيد _السحلبيّة_ التي تحبِس النحلة داخلها لساعة أو أكثر حتى تلتصق حبوب اللِقاح على ظهرِها لتأخذها معاها إلى زهرة أُخرى فتتم علاقة الحب التي لايمكنها أن تولد بدونها .. الزهرة الصفراء الطويلة الرائعة التي تتحول فيما بعد إلى فاكهة الطماطم. هدف الصبّار وفاكهته الجميلة التي تُطعم مخلوقات لم نتخيل أنها تعتمد عليها. الفراشة وهي تفرِدُ جناحيها المُجعدين لأول مرة قبل أن تتحول لملكة جمال الحشرات، ثم تُحلق مع عائلتها المليونية لتُكوّن شلالاً مُتدفقاً من الأجنحة البُرقالية المُرفرفة برقة جعلت قلبي يشعر بجناحيين خفيين لديه هوا أيضا من جمالها .. كل شيئ خُلق ليتغذى على أخر .. وكل حركة لها سبب وحِكمة لتَخلِق حياة أُخرى.
الفيلم رائع حد العجب .. ويدعو للإسترخاء والدخول في عالم مختلف لم تنتبه إليه من قبل، رائع بعد يوم عملٍ طويل .. صوت المُعلّقة الهادئ، والألوان والتناغُم والموسيقى التصويرية كلها تجعل منه فيلم إسترخاء بامتياز، ولكنه مليئ بالدهشة والجمال والمفاجئات الصغيرة التي تجعل الفم يُفتح لدقائق متفرقة من الغرابة. فلا تتوقع الملل بل الهدوء والغوص في عوالم أخرى. الفيلم له ترجمة عربية لمن يُريدها.
تريلر الفيلم هنـــا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق