الأربعاء، 8 يونيو 2016

ماري كوري ثورة العالم

الثالث من رمضان ..



شاهدت اليوم الفِيلم الوثائقي الرائع (ماري كوري .. ما وراء الأسطورة) ، يتحدث عن حياة العالمة "ماري كوري"، البولندية صغيرة القوام، مُكتشفة عُنصر الراديوم وهو عنصراً كيميائياً أكثر نشاطاً بمليون مرّة من اليورانيوم. 
أول امرأة تحصل على جائزة نوبل مرتين إحداهما في الفيزياء والأُخرى في الكيمياء.. وأول امرأة تنال درجة الدكتوراة في العلوم وتُصبِح أول أستاذة أُنثى في جامعة السوربون.. 
أصبحت في عمر الثالثة والأربعين من أهم الفيزيائيين في العالم ذلك الوقت.
ما أثار إنتباهي ليس درجاتها العِلمية المُشرّفة فالقرن العشرين مليئ بالعباقِرة، ولكن في تلك الفترة كانت المرأة في الدرجة الثانية في كل شيئ .. لم يكن يُسمح للنساء بالإلتحاق بالجامعات، ويكتفين بالتخرج من المدارس الثانوية فقط، فكانت ماري كوري ثورة أطاحت بكل الأعراف الغريبة والمُتعصبة ذلك الوقت. حتى الجمعيات العلمية التي تحتوي على أرقى العقول في العالم ذلك الوقت رفضت إنظمامها إليهم بِحجّة أنها امرأة. حتى العلماء كانو مُتأخرين إنسانياً لكنها لم تستسلم.

يجعلني هذا أتفكر لماذا نحن كعرب مُتمسّكين بأعراف عمرها مئات السنين ولا نُريد تطويرها؟ فمثلا ديننا الإسلامي جاء ليُعلّمنا أساسيات الحياة التي لا يستوي بشري بدونها، لماذا إذا لا نطور ونُحسّن وننتج؟ 
لم يرسل الله لنا الأساسيات لتبقينا على قيد الحياة فقط، كأنك تُريد من الإنسان أن يحيى على الخُبز والماء فقط بما أنها أساسيات العيش. 
العقل البشري الذي أعطاه لنا الله أكبر دليل على وجوب التطوير والتحديث حتى في العلوم الدينية نفسها، أليس الجميع يتغنى بأن الدين الإسلامي صالح لِكُل زمان ومكان، لماذا إذاً لا نتفكّر ونستنتِج ونُجدد كما فعل أصحاب المذاهب الرئيسية؟ لماذا نبقى كما نحن مُنذ خمسِمئة عام لم نُحرِك ساكناً؟
الدين الإسلامي وضع لنا الأساسيات لننطلِق منها إلى أعلى الدرجات وليس لنبقى فيها إلى أن يأتينا الموت.. تعلمنا إلقاء التحيّة، والإغتسال، والطهارة، وبر الأبناء، وحقوق الوالدين، والتعبد، إذا لنفعل شيئ عظيماً يُخلّد للبشرية، لماذا مازال الناس يتحدثون في الأساسيات لـ 1400 عام وكأن العالم كله هو هذة النقاط فقط؟
هل يعقل أن أن نولد ونضلّ رُضّع؟ هل يُعقل أن نتعلم الأبجدية لنتهجاها عشرين سنة؟ تعلمنا الأساسيات لننطلق إلى العالم، لنخترع ونُنتج ونبتكر ونُجدد ونُغيّر.
 الأساسيات لا يجب أن تُدفن ولكن لا يجب يكون كل الإهتمام بها فقط وكأن أي تغيير يعني الكفر والإلحاد.
 لا يحق لنا الحزن على تأخرنا وبقائنا في أخر الركب وذيل الأُمم ونحن نحجِب عقولنا ونُحارب المجددين ونصارع كل من حاول الخروج من القطيع بِحجج لم يُنزل الله بها من سُلطان. بل فهمتها العقول المُتحجرة بما تريد أهوائهم.

إقتباس الفيلم:
"عندما يُسمح للمرأة أن تُعطي مُحاضراتٍ في الجامعة لطلبة من الجنسيين، ماذا سيحدث للتفوق الذكوري؟ قريبا ستصبح النساء بشرا"

هناك 4 تعليقات:

  1. لان امة اقرا لم تعد تقرا لان كتاب الطبخ تحقق اعلى مبيعات فى الوطن العربى لان الدول الاوربية خدت منا اصول الكتب و نحن لا نهتم بمعرفة محتوى هذه الكتب لان اولى قواعد التدين اترك اى شىء الا الكتب الدينية ولا يجب مناقشة اى راى فيها لان لحوم العلماء مسمومة ( لم يثبت صحة الحديث) لانى كان اخواتى الملتزمات كانوا يدعون لى ان يتوب الله على من سماع اخبار العالم و من قراءة غير الكتب الدينية فاقول اما يامرنا الله بالتفكر و التدبر والتزكية
    لمست بداخلى جرح كبير على امة الاسلام

    ردحذف
    الردود
    1. تقديس البشر سبب البلاء الذي يحل على أي أمة.
      لا أحد معصوم من الخطأ حتى النبي، ولكن الميزة أن الله كان يُصحح له وللصحابة بالقران والوحي .
      بعد إنقطاع الوحي وموت النبي عليه الصلاة والسلام لا أحد معصوم. ولا أحد مقدس
      إحترام العلماء واجب لنهوض أية أمة ولكن مناقشتهم في أي رأي هو واجب أيضا لنهوض أية أمة
      تفسير العلماء للدين ليس ديناً .. أرائهم ومذاهبهم ليست ديناً.
      التسليم لأي رأي ماهو إلا سجن وهمي نحطيه بعقولنا وسنجني ثمار فساده عاجلاً أو أجل

      حذف
    2. حقا ولكن الا تعتقدى ان الامة قد جنت ثمار هذه الافكار

      حذف
    3. جنت وستجني إن لم تغير قناعاتها ..
      الان يجب علينا التركيز على انفسنا وعقولنا وكل شخص مسؤول عن نفسه
      وسنُسأل فرادا اما الله .

      حذف