إذاعة الأغاني عمر طاهر

الثاني من رمضان..

من أكثر الأشياء التي تُسجِل الأحداث في ذاكرتي هما الأغاني والروائح.
لا شيئ يُضاهيهما في أخذي إلى بوابة الزمن لأعود أعواماً للوراء وأستعيد ذِكريات أشخاص وأماكن وحتى مواسم مُعينة من العام كالصيف والشتاء.

قرأت كِتاب عمر طاهر الجديد " إذاعة الأغاني .. سيرة شخصيّة للغناء" الذي أقتنيتُه من معرض القاهرة للكتاب، وكان لطيفاً كسحابة صيف نديّة.
الكتاب عبارة عن مقالات مُقسّمة بعناوين أغاني إرتبطت في ذهن المؤلف بذكريات وأحداث بقيت في قلبه لسنوات. يحكي عن مشاعِره تجاه هذة الأغنيات، وتفاصيل المواقف والأحداث والأشخاص المرتبطين بها.. بعضها مواقف حاسِمة في حياتِه كانتِقال من وظيفة، أو بيع سيارته المفضلة، أو في التفكير في نقلة قوية لحياته. وبعضها الأخر حدثت في سفرِه لمكان جديد، أوثقافة غريبة، وأشخاص جُدد. وبعضها عن ذكريات مراهقتِه مع أُسرته وجدته وحارته.

بالنسبة لي أي موسيقى أو نغماتٍ صوتية يمكنها تسجيل الذِكرى في قلبي للأبد، فبعض شاراتِ مُسلسلات الكرتون عند سماعِها الأن تجذِبُني عشر سنوات للوراء، بعد إنتهاء ساعات المدرسة وإصراري وأخوتي على تناول وجبة الغداء أمام الكرتون المُفضّل لنا ذلك الوقت، تعليقاتِنا مع أمي على الإعلانات الفاصِلة، والمُناقشة على أحداث الحلقة ودرجة إستمتاعِنا بها، وحماسنا للحلقة القادمة.
 الأن أختي الصغيرة ذوقها في برامج الكرتون مُختلف عني تماماً، باستثناء فيلم واحد تُشاهِده بِعناية مراتٍ ومرات دون ملل كما كنت أفعل في صِغري، فيلم حكاية لُعبة Toy story.
كُلما مررت أمامها تُشاهده أقف مُستمِعة بعناية للدبلجة المصرية بتعبيراتِها اللطيفة، والأغاني الجميلة التي تخطِف قلبي. إحداهم هنــا و هنــا.

الكتاب لطيف جعلني أستعيد الكثير من الذكريات رغم أن نصف المقالات كانت لأغاني أقدم من تاريخ ميلادي، لكنه كتاب ممتع، مُناسب جدا للسفر والقرائات الخفيفة أو بعد قراءة كتاب ثقيل. تقيمي له 4/5