الاثنين، 6 يونيو 2016

رمضان السلام

فوانيس رمضان 2016 لبيتنا

الأول من رمضان 

 منذ طفولتي ولرمضان مكانة خاصة في قلبي، إستعدادات البيت تتغير، تجتمع الأُسرة في بيت الجدة الكبير، تُصبح أُمي أكثر سعادة وطاقة من أي يوم أخر في السنة، مُنذ الصِغر وأنا أعلم أنه وقت مُميز حتى وإن كنت وقتها لم أفقه بعد المعنى الخفي ورائه.
لكني كطفلة كنت أُدرك أنه شيئ جيد بل رائع، يجعل أطراف أُسرتي المتفرقة في أنحاء الأرض تجتمع خِصيصاً فيه. كل شيئ مُلوّن وزاهي، الكثير من الضحكات وليالي السهر والتشجيع والمكافئات على من سيصل إلى ساعات صوم أكثر، أو من سيُحسن التصرف وقت أداء الكِبار لصلاة التراويح.
الأن رمضان بالنسبة لي مساحة لإكتشاف ذاتي، ومواجهة نِقاط ضعفي وقوتي، والغوص في قلبي ومشاعري أكثر وأكثر. وقتي الأثمن في العام كُله، قد لا يُهمني كثيراً توقيتات الزمن إلا بداية السنة الجديدة ورمضان، وبالطبع لرمضان الأفضليّه الروحيّة في جعل قلبي ينتشي سعادةً وسلام.
مهما كانت أجسدُانا قوية، ومهما كانت أنفُسنا جسورة، لا شيئ يبقينا على قيد الحياة سوى أوراحنا.. الروح وقود النفس، الحرية، الإثارة، المُغامرة، التجديد، الهدوء والإسترخاء، التغيير، كلها تُطعِم الروح بالطاقة.. 
ورمضان أجود وقود للأرواح.
أريد هذا الشهر أن أخرج من أي دائِرة وضعتُ فيها نفسي لفتراتٍ طويلة، الإستمتاع بكل النِعم التي حولنا ليس أمراً سهلاً، بل يتطلب الكثير من الوعي والسلام النفسي. رمضان فُرصة رائعة لهذة الخطوة التي تحتاج للكثير من المجهود والتعلم ..
العودة للقراءة بِعُمق، والترجمة، ومشاهدة الوثائقيات التي أجلتها، وممارسة التأمل واليوجا، وكُل ما إضطررت للتقليل منه في الشهور السِت ماضية. فنصف العام فترة جيدة للتقييم والتعديل.
أريد أيضا الإستعداد لرحلة العائلة الصيفية ومحاولة حفر تغيرات جذرية جديدة ما زِالت أدرسها وأتردد فيها بين الخوف من المجهول والرغبة في شق الشرنقة ورؤية عالم أخر أتحسسه منذ زمن.

سأكتب هذا الشهر عما ألهمني بأذن الله، لا أعلم هل ستكون تدوينات يومية او مُتقطِعة لكني سأترك العِنان لروحي بأنطلاق لا قيود له.
أتمنى لكم شهراً طيباً مليئ بالروحانيات العالية، والذكريات الثمينة، والإستقرار النفسي والفكري والسلام الداخلي.

هناك 3 تعليقات:

  1. شعرت بانى ببينك قلمك رائع و اجواء بيتك ملهمة الله يبارك فى امك تشبعنى كثيرا فى تحضيراتى لرمضان يا ترى هيطلع اولادى مبدعين مثلك
    انتظر يومياتك بشغف

    ردحذف
    الردود
    1. سيكونون أفضل بأذن الله طالما لديهم أم حنون ^_^
      تواجدك يسعدني دائما :)

      حذف
    2. بارك الله فيك غاليتى

      حذف