السبت، 10 أكتوبر 2015

السلام النفسي


10 أكتوبر .. اليوم العالمي للصحة النفسية ..
 
المرض النفسي لا يعني انك بعيداً عن الله وغير مؤمن فصبّ الله عليك إنتقامه، ولا يعني أن لديك إعاقة تُقلل من شأنك بين الناس .. المرض النفسي لا يعني أنك كائن فضائي اتيت لعالم ليس لك مكان فيه .. بل على العكس أنت انسان كامل تام كما خُلق ملاين البشر تامين في أحسن تقويم .. ليس هناك أي خطأ بك .. 
المرض النفسي قد يكون وراثي بسبب جينات والديك، قد يكون بسبب ضَعف مادةٍ كيميائية معيّنة في الدِماغ التي ينعكس أثرها على نفسية الإنسان لذلك سُمى إضطراباً نفسياً، وليس لأنك مجنون.. بل كلمة مجنون ليس لها وجود علمي اصلا. 

قد يكون المرض النفسي مخيف وغريب على كثيرٍ من البشر في كل أنحاء العالم لأنه شيئ مخفيّ، ليس له وجود مرئي .. شيئ لا نستطيع لمسه او إدراكه بأعيُنِنا، فنخاف منه ونبتعد .. تماما كقِصص الأشباح التي نراها في الأفلام ونسمع كبار السن يحكون حكاياهم القديمة عنها، نسمع بعقل وقلب متوجّس .. هل توجد تلك الأشياء حقا؟ 
ولكن المرض النفسي أصبح لهُ إدراك علمي قوي، علماء يفنون أعمارهم في البحث العلمي عن الأسباب والعِلاج، لم يعد المرض النفسي شبحاً الأن إلا على الجهلاء، الذين لا يقرئون ولا يبحثون، ويكتفون بمعلومات سطحية من مواقع لا رقابة على محتواها وصِدقها .. 
المرض النفسي مرض كأي مرض، قد يكون سببه خطأك في عدم معرِفة المعلومة الصحيحة التي تعتني بروحك بها .. او قد يكون كما ذكرنا جينات والديك التي مرّت إليك بدون تدخلك .. او حتى بسبب عارِضٍ ألمّ بعالمك الصغير، مُشكلة ما او حدثٍ كبير او حُفرة حياتيّة لم تتعلّم كيف تخرُج منها بعد.
لكن المفاجئة أن تِلك المعلومة التي أخطأت بها تجاه روحك يُمكن إصلاحَها .. وتلك الجينات التي فُرضت عليك لسببِ لا يعلمه إلا الله نستطيع التحكّم بها. تلك الحُفرة التي لم يُعلمك المجتمع كيف تقفز منها دون أن تكسِر قدميك يستطلع العِلم أن يُساعِدك على تسلّقِها بكل ذكاء ونجاح .. العلم نِعمةُ البشرية لما لا نستغلها لأخِر نُقطة وضِعت في كتبه؟ 

 نفسية الإنسان السوية هي الي تُقوّية على أن يجعل جسدهُ صحياً .. وهي التي تساعدة على بناء أُسرةٍ هادئة وعلاقات طبيعية مع البشر .. نفسية الإنسان ومزاجه وإتزانه هما الذين يسمحون له بعيش حياةٍ هنيئة ومنظّمة.. إذا أختلّ هذا التوازن لا يعني أنه أجرم، او كفر بالله، بل على العكس تماماً، هذا التوازن اهتزّ ليُخبِرنا ان شيئاً ما خاطئ في النظام الذي خُلق بكل دقّة، هناك صخرة عقيمة تقِف في حلبتِه ولا يستطيع زحزحتها. قد يحتاج علاجها لأدوية كيميائية او جلسات حديث وتدريب مع مختص او كِلاهما. فما العيبُ في طلب المساعدة حين نحتاجها؟
قد نُحارب لنصل للراحة النفسية وهدوئها، ولما لا وهي أساس إستقرار الحياة بأكملها؟ المريض النفسي له كل الحق في العِلاج وإعتراف من حوله به، له كل الكرامة والحقوق وليس لأحد ان يتقصها منه.

اشياء مهمة للمحافظة على الصحة النفسية في أفضل حالاتها:
 - التنفيس الصحيح عن الغضب والحزن .. التنفيس سيّد الراحة النفسية.
- مُشاركة صديق او أخ بالمشكلات وطلب المشورة والرأي الأخر يُساعِدان كثيرا.
- الطعام المتّزن .. كثيراً من الأمراض النفسية سببها نقص في المعادن والفيتامينات والتغذية السيئة.
 - التعبير المتّزن عن المشاعر، فالكبت لايُعتبر صبراً ولا حِكمة.
- الإهتمام بالهوايات مصدر رائع للسعادة.
- تغيير الروتين كل فترة في الأكل والملبس وأماكن النُزهات وحتى تنظيم الغُرفة الشخصية او المنزل.
- تغذية العقل بالقِراءة والأفلام الوثائقية والبحث والتفكّر وسؤال أهل الذِكر في كل تخصص، ( "فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ" تعني كل متخصِصٍ عالمِ في مجالِه وليس فقط اهل العلم في الدين).
- الكتابة رائعة لتصفية الذهن وتنظيم الأفكار.
- ممارسة الرياضة من أجمل المُحفّزات لأسباب الصحة النفسية والفسيولجية.
- الخروج الدائم لأماكن الهواء الطلق كالبحر او النهر او الحدائق المفتوحة، او رحلات الجبال. فترات الراحة مهما كانت بسيطة لا يُستهان بأهميتها أبداً.
- البقاء على إتصال بالعائلة والأصدقاء بشكل مباشر يُشبع الإطمئنان في قلوبنا، مهما كان الإتصال دائماً على البرامج والأجهزة في زماننا إلا انه لا قيمة له أمام الإتصال البشري الطبيعي وجها لوجه.
- الإنجاز الدراسي والمهني والمادي من أهم أسباب الإستقرار النفسي، والنضج العاطفي.
- الإهتمام بالأخرين وحبهم يُشعر الإنسان بوجودِه وقيمته .. الحيوانات الأليفة لا تُستثنى من الموضوع. 
- تمارين الإسترخاء وتصفية الذهن قبل النوم جنّة الإتزان.
- مصارحة النفس والمواجهة مع العيوب بالتصالح مع النفس وتقبلها وحبها كما هي .. إن اتقنّاها ذهبت كل همومنا.

أستمتعو بسماع فيديوهات صوتيه هذا .. يمكن التنويع بين صوت الموج والمطر والعصافير وغيرها من الأصوات الهادئة الجالبة للإسترخاء والهدوء.


اتمنى لكم صحة نفسية قوية وسليمة.. وقلوب هادِئة وعقولاً مّستنيرة ..

هناك تعليقان (2):

  1. ولكن تحقيق مثل هذا السلام النفسى فى مجتمع ملىء بالتحديات صعب مشكلتى انى بالرغم من كللللل مشاكلى احافظ على توازنى و بمجرد ظهور معوق اشعر بالتشتت والالم الداخلى هل من استشارة نفسية 😢

    ردحذف
    الردود
    1. دعي الألم يمر .. دعيه يخرج ويتنفس ساعات كي يذوب تماما
      وقتها ستستعيد روحك توازنها بنفسها .. الكبت والتحكم الزائد في المشاعر له نفس النتيجة المضرة
      البكاء والتنفيس وقت الألم اهم سر للتوازن النفسي.
      اتمنى لكِ صحة نفسية مستقرة و واعية ^_^

      حذف