الجمعة، 13 يناير 2017

2017 عام الإتزان


كل عام ابدأ ليلته الأولى في التخطيط لما اريد فعله وأهدافي وتوثيق أفكاري، أقتني الدفاتر الملوّنة واكتب فيها إقتباساتي المفضلة، وأُعدها للعام الملوّن الجديد.. هذة السنة أشعر بسلام غريب، كأن كل شيئ قد حُقق لي فعلاً وانا فقط سأذهب لأجنيه.. 
التركيز يصبح روحاني أكثر مع الوقت، تحقيق الأهداف الخارجية يأتي في المرتبة الثانية بعد الإرتقاء النفسي والعقلي، أشعر أحياناً ان الله يضعنا في المكان المناسب الأن، هذة البقعة هي المناسبة لك في هذة اللحظة، أتقن مافيها ترتقي للتي تليها..

هذا العام أشعر انه للبدايات الكبيرة، كانت السنتين الماضيتين مخصصة للكثير من السعي المادي والفكري ، اما هذا العام فأشعر بسلام يعتري كل أفكاري.. كأن الأيام شلال ماء جارٍ اسمح له بالإنهمار كما يحب وكيف يشاء .. مازلت أتعلم، ولدي ملايين الأشياء لأُتقنها، والكثير من الأفكار الجميلة لإحيائها، والأفكار السلبية لتكسيرها يوماً بعد يوم. مالمشكلة؟ يمكننا إنجاز هذا وأكثر ولكن بذهنٍ صافي وسلام داخلي وإطمئنان.
أطلقت أيضاً نية الوفرة والحب لهذا العام، لا شيئ أجمل من أن نُحب أنفسنا ونتقبلها كما أهداها لنا الله، أن نفتح الستائر عن نوافذ قلوبِنا لتدخل شمس الرضا والراحة والسعادة.. التوتر كان يسبب لي الكثير من التعثُر في طريقي وتفكيري، كل شيئ أصنعة كان يتحول لخطأ كبير.. لماذا إذاً أترك له المجال ليقود عاماً أخر؟ التسليم لله والشعور بالأمان المصحوب بذلك يجعل الحياة أكثر بساطة وبهاءً مما نتخيل.. وكلما بسّطنا الأمور على أنفسنا كلما كانت الحياة بسيطة تجاهنا وإنعكست مشاعرنا الناعمة على واقِعنا.

إحدى أهم الكتب التي قرأتها في 2016 كتاب "أرض جديدة لإكهارت تول" يتحدث فيه عن الوعي بالنفس والأنا وكيف يمكن أن تتغير رؤيتنا للأمور بطريقة جذريّة فقط بمعرفتنا من يقود من بداخلنا.. هل أنا من أقود نفسي؟ أم نفسي ماتقودني؟ كيف أكون رقيباً على قلبي وعقلي بالطريقة الصحيحة التي ستوصلني لمُبتغاي الكبير؟ 
الكتاب بداية رائعة لكل من يسعى للتعلم عن نفسه ومشاعره وأفكاره وصراعاته الغريبة الداخلية التي نفكر فيها كل يوم وفي كل مكان .. 
السعي للإتزان يحتاج للكثير من الأرجحة خصوصاً في البداية ولهذا السبب كانت النية الثالثة لهذا العام .. نيّة التوازن.
أن تُطلق العِنان لمشاعرك بقليل من التحكم وخصوصاً إذا كنت شخصاً عقلانياً يفكر بالمنطق والمقاسات الهندسيّة للحياة فقط فلن يكون الأمر بتلك السهولة أبداً.. هذة النية لها الكثير من الأعراض الجانبية خصوصا في بدايتها..الكثير من العواطف الهائجة تجتاح قلبك وعينيك وكأن حصاراً قد تم فكه بعد سنوات، لا مشكلة، الكثير من الدموع والضحك وإعطاء القلب فُرصة ليقول مابداخله بحُريّة أمرٌ أُدرِبُ نفسي عليه هذة الفترة، والنتائج مبهرة.

إنه عام أخضر بأمتياز كما اتفقت مع صديقتي على تسميته، فالأخضر في علم النفس هو لون القيمة، ولون الإزدهار.. 
تدوينة مُتأخرة قليلاً ولكن أفضل من تأجيل الكتابة..
أتمنى لكم عاماً ملوناً ومليئ بالسعادة والإنجاز والتقبل لكل شيئ، والسماح لعواطفكم بالإسترسال في الحياة دون قيود..

هناك 4 تعليقات:

  1. جاد قلمكِ صديقتي وسال بالذي يختلج صدرك, فوقع مني موقع الرضى والاطمئنان, وجاء ذاك السلام الداخلي ليطفو من جديد على روحي التواقة له دوما, فسبحان الله به أحس أني دائما راضية حتى وان لم تكن النتائج كما أردتها أن تكون لا لشئ إلا ليقيني بأن الله يحسن التدبير, فالرضى بقضائه وقدره نعمة لا يتقنها إلا من ارتقى بنفسه وذاق حلاوته...
    جملة عانقت شعوري حد النخاع " أشعر أحياناً ان الله يضعنا في المكان المناسب الأن، هذة البقعة هي المناسبة لك في هذة اللحظة، أتقن مافيها ترتقي للتي تليها.. "
    أتمنى لكِ الرقي دوما أيتها الرائعة, وعاما جديدا أرجو المولى أن يكلله بالنجاحات والتفوقات وكل ما تشتهين ان شاء الله...
    ملاحظة : أن تأتِ متأخرا خير من أن لا تأتِ أبدا, ستجدينني دائما أترقب كتاباتك الجميلة فلا تَكُفي.

    تحياتي ومودتي.

    ردحذف
    الردود
    1. سُعاد الجميلة .. عامك سعيد ومُسالم ومليئ بالأماني المُحققة يارب
      اشكرك على ردك اللطيف وسعيدة دائما بقرائتك وردودك الرقيقة ^_^

      حذف
  2. جميل يا سيدتي تلك المشاعر الروحية الفياضة المليئة بالرضا والقناعة فهي كفيلة بإمداد أي شخص بطاقة إيجابية وسلام داخلي قد يكفي أحدنا لشهور ، أرجو أن تستمري بإتحافنا بكل ما هو جديد فقلمك يا آنسة هاجر دائما ملهم - بالمناسبة كتاب إيكاهارت تول مذهل ورائع ، وانصحك بكتاب روحي جميل جدا وسوف يلهمك بشدة أسمه ( أكتشف مصيرك ) للكاتب الهندي الرائع ( روبن شارما ) وتقبلي تحياتي - خالد الشطي

    ردحذف
    الردود
    1. سأبحث عن هذا الكتاب، يبدو مميزاً
      شكرا لترشيحك،وقراءتك، اتمنى لك عاما مُثمراً

      حذف