الثلاثاء، 6 يونيو 2017

إستهلك أقل تسافر أكثر



العاشر من رمضان ..

بعد اربعة أيام من الأجازة والإستجمام والإتصال الروحي الرقيق، وقع امامي فيديو أعلاه  لـ luis vargas عنوانه "سافر أكثر .. استهلك أقل". أعتقد أن مُحتوى الفيديو أصبح واضحاً لكم الأن .. يتحدث فيه عن جمال السفر والقيم التي نتعلمها منه، وأن المُعيقات التي نسمعها دائما من كل شخص لا يستطيع السفر لا تخرج عن ثلاثة أعذار: العمل، المال، الخوف.
- العمل هو مُشكلة العصر، حيث جميعنا نقع في فترةٍ ما من حياتِنا تحت إستعباد وظائِفنا، وننسى أن الوظيفة هي سبيلنا للحياة الكريمة وليست العكس.. العمل من المفترض ان يكون داعماً لك ولمواهبك وليس تحويلك إلى عبداً صغيراً يركض في دوامة.

- اما المال، فهو حُجّة قوية لأغلبية الراغبين في السفر، والسبب أننا ننظُر الى السفر على أنه فُندق بخمس نجمات، وسائِل مواصلات فارِهة، مطاعم ذات اطباق بصفرين أو ثلاثة، مزارات مُكلّفة.. فتخفُت فِكرة السفر بعد صدمة الميزانية الضخمة التي وضعناها.. حسناً من قال لك ان هذة النوعية من السفر هي السفر الحقيقي؟ الجلوس في اماكن صناعيّة ومُتكلّفة لا روح فيها لا تعني أبداً انك غيّرت الطاقة.. هذة النوعية من الرحلات جيدة ولكن ليست المقصودة من "سفر الإستكشاف" حيث تزور صحراء غريبة مليئة بجبال الكريستال، أو تتسلق جبل شاهق بشلالات مُفجّرة من دواخِله، او تشاهِد الحِمم البُركانيّة تتأجج من تحتِ قدميك.. أن تتحدث مع السُكّان الأصليين، وتتناول طعامهم التقليدي، وتزور مطاعمهم البسيطة التي يرتادونها يومياً، وتتعرف على ثقافاتهم وأفكارهِم .. أن تنظُر الى الحياة بشكل مُختلف..

النصف الثاني من مُعضِلة المال هي أننا نستهلك أكثر مما نحتاج، نبتاع أشياء لا نحتاجها، فقط لتُشبع مظهرنا الإجتماعي الذي هو صورة مزيّفة في الحقيقة .. أكتبو قائمة بالإحتياجات الأساسية، وأُخرى بالإحتياجات الثانويّة بداية كل شهر، أعيدو تدوير الأشياء القديمة، أو إعرضوها للبيع على الإنترنت أو لأصدقائكم، لا تحتاجون لإبتياع ملابس جديدة فقط للتغيير، ولكن إضافة أكسسوارات مختلفة أو التغير بين الألوان قد يُظهِركم بمظهر جديد تماماً رغم أن القطع هي نفسها التي ترتدونها، ولكن تغيير الترتيب يُجددها.. لا تذهبون الى المتجر إلا بقائمة محددة بالإحتياجات الضرورية ولا تُضيفون عليها أي قِطعة ليست على القائمة، اقرأو عن تنظيم الميزانيّات الشهرية لمصروفكم أو دخلِكم، وتعلمو التدبير وكونو قادة على شهواتِكم الشرائية فتنعمو في أخر العام -أو في منتصفِه إذا احسنتم التدبير- على رِحلتِكُم المثالية..

- الخوف هو ضِلع المُثلث الأخير، نخاف من التغيير، نخاف من السفر بمُفردنا، نخاف من المجهول.. بالطبع نخاف، إنه شعور فطرّي، لكن إن لم تتحكم به سيقتُلك حياً. شعور الملل والروتين السلبي مؤلم اكثر من الخوف بِمئات المرّات. جرب ولا تقلق لن يكون هناك شيئاً افضل من المجهول حين تتعرف عليه، وتكتشف كم سيكون ساحِراً.

وجدت من فترة صفحة فيسبوك رائعة اسمها she travel او "هي تسافر" مهتمة بدعم فتيات العالم العربي للسفر دون خوف، وتشجيع البنات على المغامرة وحُب الإستكشاف وكسر القيود التي ما أنزل الله بها من سُلطان .. الصفحة لطيفة للغاية، والفتيات يُساعدن بعضهّن في توفير المعلومات عن البلاد المُختلِفة، والمُستندات المطلوبة لدخول كل دولة، والمِيزانية المُقرّبة لزيارة المُدن ومُدّة الإقامة فيها، وأفضل الأماكن الرائعة التي تستحق الزيارة، وغيرها الكثير..
أيضاً يعرِضون تجارب الفتيات اللاتي سافرن بمُفردهِن أو بِصُحبة مجموعة سياحية من المغامرين، لتشجيع الأُخريات على الإنطلاق. لديهن أيضا مجموعة مُغلقة يمكِنُكِ طلب الإنضمام إليها إذا كنتِ مهتمة بالسفر وبكسر حاجِز الخوف والإنطلاق نحو العالم.

من فترة تعرفت على القناة الرائعة  Hezaha w safer "هزها وسافر" التي تصوّر مغامراتها عبر الدول المُختلفة، والتحدث عن كل التفاصيل الخاصة بالرحلة، وبميزانيّات قليلة للغاية بالنسبة لمكاتب السياحة المُكلّفة.



أيضا الجميلة هيفا وقناتها Fly with haifa التي تحدثت عنها سابقاً .. جميعُهن عربيات نشيطات، يُسافرن بلا خوف ولا تردد ويرين العالم ويجعلنا نُشاهده معهُن بأعين مُختلفة.

السفر يجعلنا نرى الله في كل البشر والكائِنات والثقافات الأُخرى.. السفر يجعل عقولنا تعمل بشكل صحيح بعيداً عن المفروض واللازم والضروري والصحيح والخاطئ.. السفر يجعلنا نتخفّف من أعباء الروتين والعادات والأفكار الضحلة التي نغوص فيها حينما ننسى أن العالم من حولنا أضخم من كل مشاكِلنا وأفكارِنا وأحزانِنا والامِنا .. سافرو تتفتح أفاقُكم، وتنشرِحُ صدوركم، ويقوى إرتباطم بالسماء.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق