Miss Hagar : John William Godward

The quiet pet - 1906

الثالث عشر من رمضان ..

جوهان وليام جودوارد، رسام إنجليزي، ولد في التاسع من أغسطس سنة 1861 في لندن..كان الطفل الأكبر لخمس أولاد، إنتقل إلى إطاليا سنة 1912 رغم رفض عائلته تخصصه في الفن.
كان فناناً كلاسيكياً يتبع العصر الفكتوري في فنّه، ويخطو بنظريّات النحات فردريك لايتون.. تتميز لوحاته بالدقة المُتناهية، والألوان الناعمة التي تكاد تنطِقُ من رقتها، وإشتهر برسم النساء الجميلات من العصر الفكتوري في لوحات ساحرة حتى أنه اشتهر بلقب "الفكتوري الحالم".
لوحاته دائماّ مُعزّزة بالرُخام والبحر وفِراء الحيوانات، وأزياء إغريقيّة غاية في النعومة، بألوان زاهية ومُشرقة كأنها من الجنّة. بطلاته ذوات بشرةٍ مُخمليّة، وشعرٍ كثيف غامق، ونظرة حالمة، ووضعيات أنثوية رقيقة في الجلوس والوقوف..
ومع تصفحي لسعات عديدة باحثة عن لوحاته لاحظت أن كُلّ رسماتِهِ تقريباً لنساء يجلِسن في هدوء يتأملن البحر أو الورد او يلعبن مع حيواناتٍ أليفة، كأنهُن غارِقاتٍ في التفكير أو الحزن أو الحُب.. لا أعلم، ربما إستخرج كلٌ منا شعوراً جديداً حين نتأملها.. لكنهُن لا يقرأن او يطبخن أو يقُمن بأي نشاط عاديّ، كأنه يرسُمهن في وضعيات تصويرٍ حقيقيّة، يقِفن بنعومة ليتم تخليدهِن على الألواح.
أحياناً أشعر في بعض اللوحات أن بطلتها فتاة في اوائِل العقد الثاني من عُمرها، تتأمل حياتها البسيطة، تتنفس الحُب لأول مرة، لا شيئ يُثقِلُ كاهِلها.. وأحياناً أُخرى أراها تنظُر إلى البحر كأنها مُحتجزة في قصرٍ واسع، فقط لتُرضي قوانين وضعٍ إجتماعيٍ لم تختر الولادة فيه، تحلم بالسفر في مركبٍ ضخم، تقطع المُحيطات وتنظُر إلى اللوان الناس المختلفة، وتتذوق طعامهم العجيب، وتقرأ قصصهم الحيّة، تتحرر من كل شيئ، كأنها طيرٌ طليق.
غريبُ أمر الفن يجعلُ مخيلتنا تشتعِل كما لم تفعل من قبل.

توفي جوهان مُنتحِراً في الثالث عشر من ديسمبر سنة 1922، فقطعت عائلته كل علاقتهم به، واحرقت كل صورِه، لذلك لا يوجد له اي صورةٍ على الإطلاق .