السبت، 24 يونيو 2017

وداع كالشروق



 التاسع والعشرون من رمضان..

رمضان يضع أخر حرف فيه على سطر السنة ليترُكنا نستقبل العيد بحُب.. 
أجازتي السنويّة الرائعة ستنتهي خلال أيام، وتم دخول فصل الصيف رسمياً بأعلى درجات حرارة منذ سنين، وسينتصف العام خلال أيام بأنتهاء الشهر السادس من العام .. عجيب قُدرة الكون على التغيير فقط خلال أيام أليس كذلك؟
رمضان ينتهي ولم أكتب سوي ثمان تدوينات، وهذة التاسعة، رغم امالي العالية للتدوين كل يوم.. لا بأس فهذا الشهر كان عُطلتي الأولى الكبيرة التي أحصل عليها في وظيفتي الحاليّة، وأردت أن أستمتع بها قدر إستطاعتي وهذا ماحدث ولله الحمد.
أمضيت أخر ليلة في رمضان أصنع مع أمي كعكات العيد، ونستمتع بأحاديث عميقة عن الدين والسياسة والعائلة، وأُخرى مُضحكة وتافهة عن مُتفرِقاتٍ عِدة..  
في أخر ثلاث سنوات تقريباً لم أعد أستمتع بالمُحاضرات الدينية بالسهولة التي كنت أستمتع بها في الماضي، كلما كبرنا كلما توضّحت القيم التي نُريد أن نتعلّم عنها، ولا نرضى بأي حديث يُعرض علينا لمُجرد تصنيفه أنه "دينيّ". وليس كُل مُتكلم عن الدين يمكن أن نأخذ ديننا عنه بتلك الثقة القديمة .. اليوم صادفت هذا المُحاضر المُذهل الذي شد إنتباهي من أول جُملة، حيث شاهدت له فيديو قصير مُقتطع عن محاضرة كبيرة. أعدت تشغيله فور إنتهائه لأُكرر إستماعه مرة أُخرى.
ثم بحثت عن بقية المحاضرة وإستمعت لها كاملة دون توقف. إلقاء سلس، وروح عالية، وعِلم كبير يطرحه بسهولة كأنه يحكي قصة.. سألت العم جوجل عنه لأعرف أكثر، إسمة نُعمان علي خان، مُحاضر إسلامي أمريكي من أصول باكستانية، مؤسس معهد بيّنة لتعليم العربية وتفاسير القران الحديثة في تكساس. -عناوين التواصل الإجتماعي الخاصة به كلها داخل رابط المعهد الذي وضعته-..
الفيديو المُقتص من المحاضرة كان يتحدث عن الزواج المُعتدل في الإسلام بنظرة عصرية وغير مُعقدة وبأسلوبه الساحرة في الإلقاء وإيصال المعلومة، حيث كان سؤال أحد الحاضرين "كيف أُخبر الفتاة التي أُحبها أنني مُعجبٌ بها بطريقة شرعية ومُحترمة؟"
اما المحاضرة كان يتحدث فيها عن الآية الثالثة والستين من سورة الفرقان التي يصف الله فيها "عِباد الرحمن" .. يشرح بطريقة مُرتبه أفكاره عن هذة الآية ومالذي يجعلنا ننال هذة المنزِلة الرائعة التي إختار الله فيها اسم الرحمن بالتحديد ليصفهم بقربهم له، ويربط الأية بحياتك الحديثة الأن التي تعيشها.. ليست أفكاراً من ألف سنة، وليست تفاسير مر عليها قُرون.. بل ربط قوي وواضح بين الدين وحياتنا التي نعيشها الان حتى لا يصعب على أي شخص أن يُدخل الدين الى حياته بِحججٍ واهية.
اما الجزء المقصوص الذي تعرفت على المُحاضرة بسببه تجدونه بالتحديد في الدقيقة رقم 56:55 .



أشعر ببدايات خضراء تُزهر في قلبي وفي أيامي المٌقبِلة، أتمنى من الله أن يملئ قلوبكم بكل الألوان التي تُحِبُونها، وتجِدون في حيواتِكُم كل ماترجون من جنّة الدُنيا ونعيم الأخرة.. رمضان أتى كالمِصفاة لتنظيف قلوبنا، ورحل تارِكاً لنا عيداً نحتفل بساعاته، ونُقدس الله فيه بتقديسنا لشعائِره، فاستمتعو بأعيادكم ولا تجعلوها أياماً مُملة أو روتينيّة كغيرها .. 
العيد يعني التغيير، والألوان المختلفة والطعام المختلف والأُناس المختلفين.. إفعلو مالا تستطيعون فعله طوال العام، تحدثو مع من لم تُحدثوهم منذ زمن، وباركو أيامكم بالأشياء الجميلة التي تُحبونها ولم تعودو لها لأي أسبابٍ كانت .. لا تودِعو رمضان بكئابة فليس لهذا خُلق لنا، بل ودعوة كالشروق بسعادة وأمال مُرتفعة والقلب ينبضُ بالحُب
عيدُكم سلام وأمان ورحمةِ الرحمن.

هناك تعليقان (2):

  1. عيد سعيد مبارك صديقتي، وكل عام وأنتم بألف خير وصحة وسعادة ان شاء الله... اشتقتلك.

    ردحذف
    الردود
    1. كل سنة وانتي في جمال وبركة وسلام يارب .. انرتي المدونة بقراءتك وردك .. شكرا جزيلاً ^_^

      حذف