الجمعة، 21 يوليو 2017

السعادة من أعلى



اعيش هذة الفترة في مبنى طويل من مباني القاهرة .. اسكن الدور الحادي عشر، كل ليلة تُصبح الدنيا أمامي كمدينة ألعاب ضخمة، من أعلى يمكن أن نرى على مد البصر أنوار الشُقق والشوارع والسيارات تتلئلئ وتومض وتخفت بزهوّ.
اكتب هذة التدوينة الان وانا أقضي مساء الجمعة امام النافِذة العملاقة في غرفة المعيشة، الستائر مفتوحة على أخِرها، وتتبختر أمامي الشمس وهي تغرب برِقّة، وتعكس نوافذ الشُقق الأُخرى نورها فيبدو أن أمامي شمسان تغرُبان.. أرى طائرة كبيرة تمر، ولقُرب مسكني من المطار تكون الطائرات ضخمة للغاية حين تُحلق فوق المنزل..
اتأمل الشُرفات في البيوت المُقابِلة، سيدة تنشر الملابس المغسولة لتتمتع بنور الشمس وحرارتها، أُخرى تقف بطفلها يُشاهد الكون ويستكشفة بعينه الصغيرة، نافذة أُخرى مفتوحة ويظهر داخلها مكاتب بشاشات كمبيوتر متعددة، يبدو أنه مكتب عمل صغير لشركة مبتدئة مثلاً.. 
في الأسفل يمر شاب بكلب ذو شعرٍ أسود غزير من فصيلة "جيرمن شيبرد" يتمشيان في الهواء الطلق ويستمتعان بدفئ الغروب. نافذة أُخرى يُطل منها زرع منزلي أخضر رائع يخطف الأنظار..
المُدن دائماً ما كانت خانقة بالنسبةِ لي، بإستثناء أن أعيش وأنظر إليها من الأعلى.. من فوق تبدو كل الحواجز صغيرة، أشعر أنني أُحلق كطير حُرّ لا حدود له.
 
شددت الستائر الشفافة لتمنحني بعض الخصوصية بينما أكتب.. أُفكر الان في أن الكون في غاية الجمال.. نحن من نختار أن نرى الإبداع فيه، ونحن من نختار أن نُخرِج هذا الجمال من داخِلنا .. فكوب شاي بالنعناع ونافِذة واسعة، ويوم أجازة لطيف، كفيل بتفجير كل السعادة والراحة في قلبي دون أدنى مجهود كما يحدث معي الان.

هناك 10 تعليقات:

  1. العفو صديقتي.. بل كل الشكر لكِ أنتِ, لأنك تتقاسمين معنا بعضا من يومياتكِ وذكرياتكِ, فنغدو قريبين منكِ جدااا...

    ردحذف
    الردود
    1. العفو ياصديقتي .. شكرا لقلبك ^_^

      حذف
  2. ماشاء الله كتابتك رائعه وحسيت اني معاك 3> وقعت بغرم مدونتك قبل ٣ ايام وادمنتها ... استمري

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا ليان على قرائتك وردك الرقيق ^_^

      حذف
  3. ما مدي حسن انتقائك للكلمات 👌

    ردحذف