الخميس، 31 أغسطس 2017

علم اللوجستكس Logistics


كنت أتحدث مع أحد عُملائي عن الجانب المهني الخاص به فقال لي انه مُتخصص في مجال اللوجستكس "logstics"، استقبلت الكلِمة لثواني ولم أجد في عقلي أي ترجمة لها، فطلبتُ منه ان يشرحها لي، فقال بأبتسامة عريضة: دائما ما يُخبرني الناس بهذا السؤال..
شرح لي ان هذا هو العلم المسؤول عن نقل البضائع وتسليمها للمُستهلك، وايضاً إسترجاعها لإعادة تصنيعها عندما نتخلّص منها. العلم المسؤول عن حركة المُنتج مُنذ تحويله من مادة خام في المصنع إلى مُنتج قابل للإستخدام، إلى أن يصل ليديك.
كنت مُندهشة للغاية، لم أكن أتخيل أن هناك وجود لعلمٍ كهذا.. كيف لم أفكر من قبل في التخصص الجامعي الذي درسوه موظفين شركة فِيدكس مثلا؟ أو شركة DHL ؟ تخيلو هذة الكميّة المهولة من المُنتجات والبضائع التي تصلُنا يومياً من كافة أنحاء العالم بالطائرات والشاحنات والسُفن العِملاقة، ورائها أشخاص درسو في تخصُصات جامعيّة كاملة ومتفرّدة فقط في هذا العمل. كيف سيكون الوضع إذا لم يكن لهذا النقل مُنظّمين مسؤولين عن كل جرام فيه؟
كيف ستكون الحياة إذا لم يكن النقل بهذة السلاسة التي نراها الان؟ هل كان سيبدو كما كان أيام السُفن الشِراعية التي تعود بعد شهور وربما سنوات بالبضائع؟
لم أكن أعي قوة النقل المهولة التي تُسيطر على حياتنا، بل في كل شيئ أستعمله الان هناك موظف بمثل تخصص عميلي، ساعد في يومٍ ما في إيصاله إلىّ بسلاسة.. 
اليوم الذي اشتريت فيه الكاميرا عن طريق الإنترنت، كيف وصلتني في ثلاثة أيام تقريباً وهي قادمة من اليابان.. اليوم الذي طلبت فيه مُنتجات طبية وتجميليّة من موقع Iherb من أمريكا وصلتني في أقل من اسبوع إلى باب المنزل، لم أخطو نحولها خطوةً واحدة، بل كل شيئ بلوحة مفاتيح الابتوب..
كل هذا المجهود من بداية التصنيع إلى النقل والتوصيل تابَعَهُ أشخاص درسو هذا التخصص.
العالم غني بالعلوم التي لم نسمع عنها من قبل، وبالمجالات الساحِرة التي نستخدمها يومياً دون أن ندرى بوجودها أساساً.. نحن نُقدّس مانراه بأعيُننا فقط، ولا نُدرِك ضخامة المجهود المبذول من وراء السِتار، ليس لأنه خفيّ، بل لأن أماكن عمله لا تتطلب إحتكاك مُباشر بالمستهلكين.

مُتعة التعلم عن الوظائف والمجالات المختلفة لا يُساويها مُتعة، أن تتعرف على مايُحبه الناس وما يُفضلونه، ومايقضون أيامهم وسنينهم في التدرب عليه وإنجازه والنجاح فيه.. كُلها تُخبرك أن العالم أوسع مما يُمكن أن تستوعب. لا تترددو في سؤال أي شخص تُقابلوه عن عمله ودراسته ومايُفضِلُ أن يفعله في هواياته مثلاً..
عميلي قدِم إليّ لإستشارة نفسيّة، وخرج ولم يُدرك حجم الإلهام الضخم الذي تركه لي، والمعرفة الجديدة التي فتحت آفاقي إلى عالمٍ أوسع..
أنا ممُتنه له.. وممتنّة لأغسطس أن مر بعد أن ترك كل هذا الجمال في قلبي.
سأحكي لكم عن بعض ما حدث في هذا الشهر العظيم في تدوينات قادمة بأذن الله.
عيدُكم أجمل وأنقى وقلوبُكم أسعد في نعيم الله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق