الخميس، 31 ديسمبر 2015

اخر يوم في 2015


الواحد والثلاثون من ديسمبر ..

7:20 صباحا:
طحنة جديدة لبن "مارشيتي" .. رائحة قوية تمتزج بالهواء الرطِب القادم من البحر أمام بيتي.. صباح هادئ وغيوم تتكوم في السماء وتحجِب الشروق.
اليوم أخر تدوينة في مراثون ديسمبر 2015 .. أفضل تمرين وضعت نفسي فيه خلال هذا العام، الكِتابة شيئ أساسي أحبه كثيرا ولكن كل شيئ بلا دراسة وإجتهاد سيصبح مجرد بُخار تائه لا أكثر.. حاولت أن أضع نفسي في هذا التحدي لأكتُب كل يوم، أفتح صفحة فارغة وأعصِرُ عقلي للخروج بفكرة ما حتى وإن كانت ضعيفة، وأُحاول وضعها في جُمل مفيدة مهما كانت صغيرة.. شاهدت مئات الصور وعشرات الأغاني والأفلام للبحث عن إلهام، ولكن أجمل الإلهامات تأتي من خِبرات سابقة، من سفر او رحلة او تجمّع لبشر تحبهم، أفضل التدوينات كتبتها هي التي شعرت فيها أنني اكتب لنفسي وكأن احداً لن يقرأها .. فقط روحي وقلبي، حتى عندما اكتشفت بعد ذلك أخطاءً إملائية بسبب سُرعة الكتابة على لوحة المفاتيح وبدون تعديل أو تصحيح مخافة هروب الفكرة والكلمات، كانت الكتابة بروحي أسعد فترات يومي بلا منازع.
التمرين اليومي أجمل مايُصقل أي موهبة ويُزيدها ثقة وقوة. دائما ما أشعر أني في بداية كل شي، ولكن بمجرد التدرّب والإنخراط في العمل يبدأ العقل بالتحوّل إلى لاقِط كُنوز صغير يجذِبُ الإلهامات والأفكار ومصادر التعلم بكل سهولة. 

أخر يوم في السنة دائما مُدهش وعجيب، أشعر بجنون الزمن الراكض أمامي. اكثر ما يُثير إهتمامي بنظام حساب الزمن، هوا معرفة خُطانا على سنوات عُمرنا.. مالذي أنجزناه؟ مالذي مررنه به؟ هل تغيرينا إلى الأفضل مع كل تجربة؟ هل طبقنا كل ماتعلمناه؟ .. 
حِساب الزمن يُساعدنا على إدراك الواقع بوعي أكبر، نحن لم نفهم الكون من حولنا بشكل واضحٍ بعد، لا نعلم أي شيئ سوى أقل القليل، وهناك ملايين الأشياء التي تستحق المُخاطرة.. وأفضل هدية تُهديها إلى نفسك في بداية أي سنة جديدة هي النيّة. إنوي كل الأحلام والرغبات والتي تُريد تحقيقها، ثُم دوّنها كأنك ترسم طِفلاً صغيراً يُحاول المشي بأول خُطواته .. كِتابة الأحلام تُساعد على تذكيرك بها دائما كمُنبّه صغير ثُم تحقيقها .. 
افضل ألأهداف هي الشاملة، التي تلُفّ حياتك كلها صحيّة وفِكرية وعِلمية وثقافية، وليست فقط جانباً واحد. أُحب قوائم القراءة والسفر واللغات والأفلام والطعام والرياضة وقوائم أشياء أُريد إنجازها في عملي، تجعل رؤيتي أفضل خلال العام. بالطبع المرونة مهمة، فكُل شهر هوا بداية جديدة بل كل أسبوع هو بداية رائعة، والتعديل المستمر والإضافة والإزالة على حسب تقدمنا يساعد في جعل الأهداف أفضل وأكثر قابليّة للتحقيق ولكن الأهداف الكبيرة التي نُريد تحقيقها خلال العام تجعلها القوائم مُرتبة أكثر لعقولنا حتى لا ننساها أو تتِيه وسط الكثير من الخيارات الأخرى.. وقد كتبت أول تدوينة في السنة عن التنظيم والأجندات والقوائم تجدوها هنـــا.

كل عام وأيامكم مُلوّنة ومُبهِجة ومليئة بالشروق وصوت العصافير. كل عام والمُستضعفين يملئ الأمان قلوبهم، والسلام يُرِفرِف فوق بيوتهم وقلوبهم يحتضِنُها الأمل.
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق