السبت، 30 أبريل 2016

مقطوفات نيسان 2016



 
الثلُث الأول من السنة أكتمل .. 
أربعة أشهر كاملة، مرّت بحُب وجمال ورِقة، عِشت كُلّ يوم فيه بتقلُبات عجيبة، جميلة وجديدة ، كأنني أصعد سُلم مَنارة حلزونيّ طويل، كُلّ سُلمة تُشعِرني بدوار خفيف لكنه ممتع ومُبهج أعلم أنه يُقرِّبُني من القِمة.. 
كانت شهوراً حافلة ومُحرِكة لروحي في جوانِب لم أعهد أن تتحرك من قبل.

A)
في العمل:
 زادت أعداد المرضى الذين يتم نقلهم لجدولي، وهذة ثِقة جيدة من الطبيب الذي يُعلمني، لكن ما فاجئني هو تحسن مرضاي.. نعم أنا أستطعت مساعدتهم ولا أعلم كيف، ولكن تقدمهم كان مُذهِلاً. أراهم يتحسنون يوماً بعد الأخر، وكُل جلسة عِلاجية أُشاهد ضوءً صغيراً يُنار أكثر وأكثر من دواخلهم. أشعُر بِسعادة بالغة.. لا شيئ في الكون يجعل روحي تُرفرف كما حدث في الفترة الأخيرة. أمامي الكثير لأتعلمه وأُتقنه، فلا زِلتُ كيمامةٍ تتعلمُ الطيران.. ولكن مايحدث الأن جميل وسعيد حتى ولو كنت فقط أُرفرف بأجنحتي، فمازال هذا إنجازاً أصلا.

B)
جربت الكثير هذا الرُبع من العام، أفضلها كان السفر إلى مصر شتاءً.. إعتدت لسنوات السفر إليها في الصيف، الشمس الحارقة، والشوارع المُزدحِمة، والأنوار والصخب والتجمُاعات الضخمة للعائلة والأصدقاء.. لكن هذة المرّة كان الجو ساحراً.. برودة بشمس تُطِل بحنان كأنها قُبلة على خد رضيع، الشوارع هادئة، لا أولاد صاخبين ولا حفلات تستمر لقبل شروق الشمس، ولا أسواق تعُِجّ بالزبائن إلى أذان الفجر .. من الساعة العاشرة تقريباً تنامُ الشوارع .. 
كانت رِحلةً لروحي وعقلي، وساعدتني على الوقوف على قدمي والإعتِمادُ على نفسي كثيراً. وأصبحت فِكرة السفر المُتكرر والفردي ليست مُجرد حُلُمٍ صغير، بل شيئ أعتقِدُ أنه سيُصبِح جُزءً واقعاً من حياتي في فترةٍ ما.

C)
إكتشفت هذا الإبريل قنوات جميلة على اليوتيوب للسفر أولها Fly with haifa 
 فتاة لطيفة تركت عملها المُستقر لتبدأ السفر والتِجوال كعمل ومصدر دخل وأيضا تحقيق لذاتها وروحِها، أحببت الفكرة كثيراً خصوصاً لفتاة عربية ومُحجّبة. جريئة وأحببت أسلوبها وتوجُهاتِها وطريقة عرضها المُميزة .. ستُحبونها بالتأكيد.



هل جربتم أحياناً عندما نُشاهد صوراً ما نشعُر وكأننا نُحلّق في الفضاء، أو ندخل عالماً أخر غير عالمنا؟  Crista Lamore تُصوّر بذلك المفهوم المُعقد الخلّاب .. صورها بألوان عجيبة ولأماكن كأنها جُزءً من حُلم. الهدوء الرائع الذي يُحيطها، ومشاعر السلام والسكينة التي تُدخلك فيها.. تعلمون كم أحب الهدوء، ولن تُصدقوني إن قُلت لكم أن هُناك صوراً صاخِبة ومُزعجة تُربِكُني. أما هذة المُصورة الصغيرة عكس ذلك بكثير، صورها مليئة بالراحة والسلام. 

D)
مدونة Gravity Home من أجمل ماشاهدت عن الديكور في الفترة الأخيرة، تتبعُ أسلوب عصريّ جداً وبسيط كأنه جناح فراشةٍ شفافة. إنه الأقرب إلى قلبي.. أُحب المساحات الواسعة في الغُرف، وتباين الألوان الغامقة مع الفاتِحة. أُحب كسر كل عادات الأثاث الموجودة الأن التي تُجبر الناس على إقنائها.. لم يعد الموضوع حفاظاً ع التُراث، أو المحافظة على أسلوب تأثيث تاريخي جميل، بل كنت سأُشجِعُه كثيراً. لكنه أصبح شيئاً كئيباً نضطرّ لفِعلهِ حتى نُرضى أذواق أُناسٍ لا يعنون لنا في شيئ. 
التصميم العصريّ يعني لي الحُريّة.. أن أُحرك القطع كما أشاء، وأن أختار الألوان كما تهوى نفسي لا كما يجب عليّ، أن أمزِج القديم بالجديد دون أي توتر.. منزلٌ يمكِنُني فيه إستعمال القِرميد والخشب بِحُريّة .. أن يكون كل شيئ فيه لهُ قيمة ولهُ إستعمال، وليست اشياء مكدسة تجذِب الغُبار في الزوايا دون هدف. أكره أن أُخزّن أشياءً تحت الأسِرّة أو فوق الدواليب.. أريد لمنزلي أن يتنفس ويتحرك الهواء في كل زاوية منه دون قيود، وتدخُله أشعة الشمس بِرِقّة فتُحييه.
إنها مدونة رائعة، ولا أحصل على مثلها كل يوم.

أتمنى لي ولكم ثُلُث عامٍ جديد مليئ بالحماس والإنجاز وشعور السعادة الغامرة.

هناك 4 تعليقات:

  1. لقد قضيت الربع الاول من السنة في التخطيط الكثير من التخطيط و انا الان في مرحلة التنفيذ
    ما يميز الربع الاول هو تجربة الالتحاق بدورة لحفظ القران كانت بالنسبة لي تجربة جدا مميزة ساحاول تكرارها ما ان افرغ
    استمتعت بالقراة كثيرا

    ردحذف
    الردود
    1. رائع .. أجمل وقت هو البدأ في التنفيذ ..
      التنفيذ يعني ان خطتك في طريقها للنجاج ^_^
      بالتوفيق يا جميلة

      حذف
  2. شكرا اتمنى لك التوفيق ايضا

    ردحذف