الأحد، 19 يونيو 2016

جروبي والذكريات المُحلاه


الرابع عشر من رمضان ..

A)
المقاهي إحدى أكثر الأشياء تشويقاً بالنسبة لي في أي دولة، خصوصا المقاهي القديمة.. الكثير من الذكريات مُعلّقة بين جُدرانها، اللقائات الحميميّة بين الأصدقاء، الإتفاقات المُهمة بين الشركاء، القلوب المُحبة في لقاء طال إنتظارُه.. الكثير من المعاني والأحداث والتاريخ تلتصِق روائحة فيها.
صادفت اليوم فيلم قصير عن أحد أشهر مقاهي القاهرة: جروبي 
في إجازتنا السنوية للقاهرة كانت دائما حلوى جروبي تُزين سهراتنا مع أقاربنا، وكان والدي يُفضّلُه عن أي محلٍ للحلويات الغربيّة مهما كان جيداً.. صناديقه المميزة ورائحة مخبوزاته الرائعة التي لا تُنسى.. 
لكني لم أزره، والدي يقول أنه مكاناً للكِبار لا يصلح للأطفال، وكان يذهب مع أخوته وأصدقائه بينما نحن وبقية أبناء عمومتي لنا مقاهي أُخرى تناسب طاقتنا الطفولية الامحدود، بينما كنت أذهب معه أحياناً إذا أراد شراء "دستة جاتوه" بسرعة دون الجلوس فيه. كنت أشاهد الطاولات الجميلة المُزينة بالشموع والضيوف يجلسون بِروقيّ وصوت الموسيقى الرقيقة تغمر المكان.
علمت فيما بعد سر حب والدي لهذا المقهى وإهتمامه به، إذ كان يجتمع فيه مع أصدقائِه وأخوته المغتربين في سنوات الشباب، إذ يُمثل ذكرى رائعة وإستعادة لأوقاتٍ شابه ومفعمة بالحياة.

الفيلم يشرح بأختصار بداية المقهى وجودته وتطوراته عبر السنين، حتى أصبح معلم مهم في وسط القاهرة.

 B)
وجدت مصادفة موقع Designseeds  الذي تضع فيه مصممته درجات الألوان التي تتماشى مع بعضها مستوحاة من كل الأشياء حولها، الطبيعة، البحر والجبال، لوح تقطيع الطعام، باقة أزهار، بيوت قديمة، وغيرها الكثير حيث تستخرج درجات الألوان من كل الأشياء لتخربنا مالألوان الأخرى التي تتماشى معاها. 
وهي فكرة مفيدة للغاية خصوصاً لتصميم ملابنسنا أو تنسيق ديكور المنازل، أو حتى تنظيم طاولة الطعام، فالألوان المتناسقة تُضيف سحرا لأي شيئ مهما كان عادياً وبسيطاً.

C)
أشعر بالحاجة للهدوء هذة الأيام، أخاف أن أفقد رمضان وأنا لم أشحن نفسي بالطاقة الازمة لإكمال العام. أُريد الإختلاء بروحي والتركيز على تنفُسي وأفكاري ومشاعري، وعلاج أثار الضوضاء التي أتعرض لها طيلة الوقت..
سأكتب في المدونة في رمضان كلما شعرت بالطاقة للكتابة .. لكني سأعود دوماً لسؤال قلبي، إذا لم أستطع الكتابة فلن أكتب.. لن أجعل مدونتي السعيدة مكاناً لإجبار نفسي وخنقها.
أفعلو كذلك بقية الشهر .. إستغلو الطاقات العالية من الجمال والسمو والرُقي التي تلتفُ بنا كل يوم وكل ساعة.. لا تجعلو واجباتِكم الثقيلة تحرِمُكم من جمال هذة الأيام المباركة المليئة بالسحر والمعجزات .. 
رمضان شهر الروح بأمتياز.. وشهر القلب والسكينة وتنظيف النفس من كل همومها.. إنه أفضل وقت في العام لمُراجعة قيمِكُم وتجديدها ونفض الغُبار عن كل قديم في الفكر ونظام الحياة .. كُل ثابت ماهو إلا ميت، والوقوف عند نُقطة ما مهما كانت ناجحة ماهو إلا بداية الإنحدار .. فالثابت الوحيد هو التجديد.

هناك 4 تعليقات:

  1. انا كذالك شاهدت اليوم وثائقي على قناة الجزيرة عن المقاهي العتيقة و كانت الحلقة عن مقهى الريش بالقاهرة التي تاسست سنة (1908)و كانت المقر للعديد من الادباء و الشعراء و المثقفون منهم امل دنقل صلاح جاهين والعدييد من الاسماء و غنت فيه السيدة ام كلثوم احسست بقيمة ذالك المكان الذي شهد على تاريخ الفن و الزمن الجميل و تمنيت زيارته انصحك بمشاهدة الوثائقي انه رائع

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا لك فاطمة ..
      أنوي فعلا إكمال بقية السلسلة .. إنها ممتعة جدا
      خصوصا أنني عاشة لتاريخ الأماكن التي كان يمارس فيها الناس عاداتهم الجميلة كالفن والأدب والنقاشات العميقة واللقائات الجميلة ^_^
      المقاهي لا شيئ يضاهيها ..

      حذف
    2. بالفعل صديقتى
      احيانا اتمنى لو كنت مكان اولائك الاشخاص الذين يرسمون معالم واضحة لتاريخهم و يوثقونه نعم فانا ايضا اشتاق لتلك اللقاءات الجميلة و الضحكات المتعالية في وقت واحد التي تخلد اجمل ايام عمرنا
      ربي لا يحرمك من جمعة عيلتك و الناس اللي بتحبيهم

      حذف
    3. سنكون بأذن الله موثقين لتاريخنا بطريقتنا ..
      شكرا عزيزتي ولك مثله يارب ^_^

      حذف