الجمعة، 15 مايو 2015

فراشات مايو

15 مايو ..

A)
دائما نعتقد انه بعد الأنتهاء من مرحلة ما سيواجهنا القليل من الركود وفترات الراحة التي سنعوّض بها الشهور المزحومة الماضية، ولكن مايحدث هوا العكس تماما، تزداد المسؤلية ويتضاعف مايُدوّن في الجدول اليومي. أحاول العثور على ثغرات قليله لإفراغ التوتر من عقلي واستعادة تركيزي.

B)
اقتنعت مؤخرا بان رغباتنا دائما ماتكون دعوة من النفس او الجسد لحاجاتهما الى شيئ ما .. كالشوق المفاجئ لقطعة شوكولاه بالكراميل رغم تناولي للشوكولاه الداكنة دائما وكرهي للأطعمة ذات الحلاوة الصارخة، او الرغبة في الضجة والخروج الى تجمع صديقات صاخب وكأن الركود اثقل النفس فتُطالب ببعض المرح. ولكن ماحدث معي الفترة الماضية ومازال مستمرا هوا الرغبة الشديدة في الهدوء والتأمل وتقليل حدة الضوء بقدر المستطاع، وبلا مقدمات بدأت ابحث في اليويتوب عن تمارين يوجا للمبتدئين، ووجدت هذا الفيديو وكانت اول تجربة لي مع هذا الجنة الصغيرة..

 

اكتشفت متعة كبيرة كنت اتجاهلها لسنوات .. بعد اول تمرين وقعت في حبها تماما .. كانت امي تمارسها باستمرار ولم احاول يوما تجربتها رغم اعترافي بسحرها وقدرتها الهائلة على استشفاء كل مايمرضه هذا الزمن فينا. ولكن لكل شيئ وقته الخاص الذي سيكتمل اقتناعنا به فنحصل على اكبر قدر من فائدته.
اشعر بعد اليوجا بأن كل عضلة في جسدي تتنفس، وكأن ضغطا ما قد تحلل واختفى. 
واعتقدني أمنت تماما بحاجتي اليومية لها فوجدت بالمصادفة تحدي من ثلاثين يوما لليوجا في  قناة  Yoga With Adriene .. وكأنه يخبرني انها البداية لشيئ سيلازمني الفترة القادمة من حياتي وبكل فخر، التحدي لطيف جدا وشيق والمدربة سريعة نوعا ما، ولكن ما المانع؟ قد نجد الأفضل منه بعد فترة .. المهم هوا البدأ.

C)



اقرأ حاليا رواية قبل ان اخلد الى النوم لـ s.j.Watson .. شدتني القصة كثيرا، امرأة تفقد ذاكرتها لسنوات طويلة من عمرها وحتى بعد ان تحاول ملئها بمعلومات عن ماضيها تفقدها مرة اخرى بمجرد النوم .. بحكم تخصصي اهتم كثيرا بالذاكرة ودماغ الإنسان ويثير اهتمامي الآف المرات يوميا واي كتاب يتحدث عنهما سواء ادبي او علمي احول اقتنائه كقطعة فنية نادرة بغض النظر عن رأي فيه بعد انتهائي منه.

D)
تزداد حرارة الجو ويقصر الليل تدريجيا استعدادا للصيف، وامر بحالة ركود كتابي مرة اخرى .. لا ادري مالعلاقه بين الصيف وتحلل الكتابة من رأسي، بعكس الشتاء اقرأ واكتب بغزارة الى ان تسقط عيناي. في الصيف دئما ما اسمع اقل صوت وكأنه انفجار صغير تحت اذني، اتأثر بالضجيج، يجعلني مشتتة ورأسي مُثقل وتهرب الكلمات التي اريد كتابتها .. ولكن في احيان أُخرى يأتي الإلهام كغيمة صيف، نادرة ولكنها ممتلئة ورصاصية وغامقة بها اطنان من قطرات المطر، واجدني اكتب دون توقف بل وحتى اقل صورة تفجر الإلهام داخلي وتجعلني اكتب مئات الكلمات في وقت قياسي .. الكتابة امر محيّر جدا وجميل وصعب وغريب وغير منطقي، لكنها المنطق كله، لا ادري كيف لكنها كذلك بالنسبة لي، انها التعبير الأجمل عن كل ماقد افكر به .. بل هي التفكير نفسه. الكتابه نوع من الحرية العجيبة التي تُطِلق روحي في كل الكون حتى وان كنت اعاني من تشنج صغير في كتفي بسبب الجلوس الطويل امام الكمبيوتر لأكتب، اترى؟ انها حرية غرائبية حتى وان كنت مقيدا على مكتبك تنقر على لوحة المفاتيح وتمسح وتعدّل ثم تشرب بقية قهوتك الباردة ولا تمانع.

هناك 4 تعليقات:

  1. أحب قراءة يومياتك ومعرفه نشاطاتك وكما أخبرتك من قبل أنتي تمنحينني الكثير من الإلهام ..، لا تحسبي أني توقفت عن قراءة مدونتك بل أنا مواظبة على قراءة ما إستجد بها ،... دمتي رائعه .

    ردحذف
    الردود
    1. منيرة الجميلة .. دائما تُنِيرين التدوينات بردودك اللطيفة ..
      مثلك من يمنح الكون بالاهام يا صديقتي .. شكرا جزيلا ^_^

      حذف
  2. تذكري لمن قلتي
    اكتب لنفسي ♡
    صدقتي
    عشان كدا في متعة واضحة
    Moli

    ردحذف
    الردود
    1. عيونك الجميلة .. الله يخليكي ^_^

      حذف