ميلاد مدونتي

 
يا إلاهي .. مدونتي تُكمل عامها الأول .. بدأتها قبل رمضان الماضي بعدة أيام، في 26 يونيو 2014 ..
كبرت مدونتي وأصبح عمرها سنة. وأشعر بفخر شديد رغم أن الربع الأخير كان ماكتبته فيها قليلا نوعا ما، ولكنها إنجازي الصغير الخاص، مساحتي الحرة بعيدا عن القيود والبشر الذين لايفقهون في الكتابة والتعبير والتعلم شيئً.
 شهرين لم أضع اي كلمة في المدونة .. انه الصيف والسفر وأخيرا عدت للمنزل.
تمنيت حقا في رمضان هذا العام أن اكتب تدوينات يومية كما فعلت في رمضان الماضي. فهو فترة مميزة جدا لروحي، شهر أعتبره أجمل ايام السنة معنويا ونفسيا، ولكن سفري منعني، فالوقت قصير جدا وتواجدي في المنزل وفي جو هادئ مناسب للكتابة يعتبر مستحيلا. انه الصيف الاول الذي أقضيه في وطني منذ أربعة أعوام، مع عائلتي الضخمة التي اشتقت اليها وكأنني تركت قطعة من روحي لديهم واخيرا استعدتها، أشعر انني سأمتلك الدنيا حين أكون معهم. ولا اريد تضييع لحظة دون قضائها وسط ضحكاتهم ونكاتهم وصخبهم وتنوع أعمارهم. 
إتصالي الوحيد بالأنترنت كان هاتفي .. اما الواي فاي فلم اتحمس لإجرائاته، أردت هذا الصيف ان يكون بشريا بحتا بقدر المستطاع لا إلكترونيا، رغم انها تضحية كبيرة بالمدونة .. أعتقدني كالأرض العطشة وسُقيت بعد زمن، فلا أريد فِعل أي شيئ أخر غير التسكع مع عائلتي، والذهاب الى أماكن لم ارها في حياتي من قط، والسهر في غرفهن نشاهد عشرات الألبومات القديمة خلسة، ونضحك على وضعيات التصوير التي ألتقطت لنا في التسعينات. الأفلام والألعاب القديمة، والأستلقاء لمشاهدة النجوم في منتصف اليل خلسة قبل أن يأتي أحد الصغار، القصص التي لاتنتهي نحكيها في الضلام في الشُرفات العالية ونسمة الصيف تدغدغنا.
كان صيفا مميزا بحق، التجربة الجديدة دائما تأخذ مشاعرنا إلى درجة اعلى لم نختبرها من قبل، وكان رمضانا جميلا قضيت ثُلثه على الشاطئ تغمر مائه قدماي وتغوص في رماله، ونفطِر مع اذان المغرب اما أمواجه. المشي الطويل المؤلم، والقطارات السريعة، والطرق الزراعية التي تعطي روحي طاقة امل وسعادة بألوانها الخضراء الساحرة، المدن الصاخبة بالحياة والبشر ذو الملابس الملونة التي أفتقدها، المكتبات المهولة التي لم ارى مثلها قط في حياتي.
إكتسبت الكثير من الإلهام ولكنه لا يقارن بالعوده الى غرفتي ومكتبي. 
كل عام ومدونتي الصغيرة تكبر ويكبر معها قلمي ومخزون كتبي.