الخميس، 3 ديسمبر 2015

حكايا الجنيات وأعماقنا


الثالث من ديسمبر ..

هل يمكن لحكايا الجنيات أن تساعدنا على فهم أنفسنا؟

الـ fairy tales أو القصص الخيالية التي تحكيها لنا الجنيّات الطيبات أو العرّافات وجِدت منذ قرون، 
ماذا يمكن لشخصياتهم أن تُخبرنا عن أنفسنا؟ وكيف نفسر نهجنا في حياتنا من خلالها؟ 
من أول قصة سندريلا، إلى سلسلة الأخوة جريم، مازلنا نحكي قصص الجنيات إلى اليوم، وكل واحدة لها معنى وحكمة، وتطبع سحرها في عمق أرواحنا. ولكن لا تفترض أنك تلعب دور الأميرة فقط في حياتك .. بل هناك الذئب الضخم السيئ، وزوجة الأب الشريرة، والأمير البطولي في كلاٍ منا. جميع هذة الشخصيات تصف مشاعر ومشاكل يمكننا ربطها ببعضها اليوم في حياتنا. يشرح أليسون ديفيد مؤلف كتاب  "Be Your Own Fairy Ta" أن المشاعر التي تصفها هذة القصص كالحسد والغيرة والخوف وإنعدام الأمان والرغبة في الحب والظهور هوا مايجذبنا اليها، فهي تفسر مشاعرنا ومخاوفنا وتجعلنا نشعر بشيئ مشترك بيننا وبين قصص الجنيات التي نشاهد افلامها ونقرأ قِصصها منذ كنا أطفال.
 
البطلة/ الأميرة:
بطلتنا ليست دائما أميرة، فهي أنثى بقلب نقي وشخصية لطيفة ومحبوبة مثل ذات الرداء الأحمر او بيلا، ولكنها ستضطر لخوض بعض التحولات في رحلتها. فمثلا الجميلة النائمة ستقع في نوم عميق في عيد ميلادها السادس عشر.. يمثل النوم الطويل هنا رحلتها من الطفولة إلى الأنوثة.. في حياتنا الواقعية جميعنا نمر بمواقف مؤلمة ومشاق عِدة، ولكن كل تجربة من تلك تجعلنا أقوى وتُظهر أفضل مالدينا، وتُرينا مانحن قادرون علي تحقيقة فعلا.

زوجة الأب/ الملكة الشريرة:
في أغلب الحكايات الوغد دائما إمرأة، سواء زوجة أب او ملكة تُريد سرقة العرش. في قصة بياض الثلج كانت لدينا ملكة مهووسة بجمالها ومظهرها، هذة الشخصية قد تفعل أي شيئ لتستعيد سلطتها وتزيد من كبريائها ولديها جوع رهيب للقوة. إذا وجدت نفسك مشدودا إلى هذة الشخصية أو تشعر في أعماقك بالقلق منها، فا أعيد النظر في إحساسك تجاه أهمية نفسك، ربما تقلل من نفسك دون أن تشعر ولديك ثقة قليلة فيها، وتضعها في مكان أقل مما تستحق.

البطل/ الأمير:
دائما مايكون هناك أمير او الشاب بطل التعساء الذي ينتهي به الحال إلى تحويل القصة لشيئ رائع وإنقاذ البطلة. في قصة الجميلة النائمة حارب قوى الطبيعة ليعطي الأميرة قبلة الحب التي ستُعيدها إلى الحياة، لكنه يحتاج أن يمر برحلته أولا.. كأن يتعلم شيئاً مهما خلال هذة الفترة، أو مواجهة تحدياً من نوعا ما ليُظهِر جدارته.. تماما مثلما تتطور الحِكاية وتنمو وتتغير في كل جُملة، على البطل أيضا أن ينمو ويُظهر مهاراتِه وينضج خلال الرحلة. لايكون البطل كاملاً 100% بشخصيته وثقته بنفسه، ولكن هذا ما يجذبنا إليه. نحن نحدد مشاعرنا تجاهه من خلال نِضالِه ومحاربته للشر وهذا مايجعله يقترب من قلوبنا مهما كان شكله وهويته. البطل يعطينا شعوراً بالأمل، مهما حدث ومهما إقترفنا من أخطاء يمكننا الإنتصار والتغلب على الشر، وإكمال حياتنا بسعادة.

الذئب الضخم الشرير:  
ظهر الذئب في أكثر من قصة خيالية، كصاحبة الرداء الأحمر وقصة الخِراف الثلاث، إنه الخطر الحقيقي الذي يُحدث الآثار السيئة للأبطال، ولكن دائما ماتنتظره نهاية قاسية يستحقها. لكنه غالبا ما يُساء فهمه.. فلنأخذ مكانه لوهله لنفهم تصرفاته، في قصة صاحبة الرداء الأحمر ارتدى الذئب عبائة الجدة واستلقى في سريها، لماذا تظاهر بأنه شخص أخر ليس هوا؟ كان يريد أكلها ولكي يحصل على غذائه وطعامه إستخدم الخداع ولبس شخصية ليست شخصيته.
نحن كذلك نتبع الكثير من القوانين التي لا تمثلنا ونتظاهر بأننا اشخاص غير حقيقتنا، لأننا نريد أن ننجح ونُبهر الأخرين. عندما نفعل ذلك نحن ببساطة تحولنا إلى هذا الذئب الضخم الذي في القصة.. لكنه لا يعني بالضرورة أننا نأتي من خلفية شريرة. تريد تحقيق أهدافك لكنك تلغي شخصيتك الحقيقية فتسو على روحك وتؤذيها.. اسأل نفسك كم قانوناً مختلفاً عن حقيقتك تلعبه وتُجبر نفسك على التقيد به؟ ابدأ بكتشاف نفسك الحقيقية التي تُخرجها بكل راحة دون خنقها، واستمتع فالحياة قصيرة

مترجم بتصرف من مقالة  Can fairy tales help me understand myself



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق