الاثنين، 17 ديسمبر 2018

العودة للروح بِبُطئ





لم أتخيل يوماً أن أغيب عن الكِتابة شهراً واحداً، عِوضاً عن شهور، حتى الفصول تمُرّ عليّ بِبساطة دون أن اكتب شيئاً يُذكر.
أُحب عملي لكنه يأكل وقتي بصورة لم اتخيلها من قبل.. 
لكن مع انكسار الحرارة في القاهِرة، قُمت بتجرِبة المركِب الشِراعي في نهر النيل للمرة الأولى في حياتي، وكانت رائعة ورومانسية الى حدٍ كبير، حيث لا مُحرّك بصوتٍ مُزعج ولا رائحة عادِم مُحترق تخنقك، فقط الهواء النقي البعيد عن الضِفّة، والهدوء الرقيق الذي تفتقِده في العاصِمة المجنونة. تجرِبة لطيفة تفصِلُك عن الواقع وتُعيد شحن بطاريّتك الطاقيّة.

انتهى الصيف والخريف، وبدأ الشتاء بقوّة عكس العام الماضي. الجو بارد ومليء بالأمطار والهواء الحاد ذو الحرارة المُنخفِضة. اتعرض مُنذ بداية الأسبوع لأول إنفلونزا في سنة 2018 وكأنها تُخبِرُني أن أنفِض كل ما أحمِلُه في قلبي قبل العام الجديد، لتكون بداية مُباركة ونظيفة.

زاد معدل رغبتي في السكون والهدوء والانكماش على نفسي قليلاً لأترُك لها المجال لتتحدث وتُحرر ما في قلبي وعقلي.
اسأل نفسي هذة الأيام الكثير من الاسئلة العجيبة:
هل العمل الذي أخترتُه هو حقاً ما أُريد فعله لبقية حياتي؟ هل أُحبه بصدق أم انني لم أُجرّب شيء أخر لأعلم الفرق؟
هل هناك حقاً وظائف يمكننا العيش فيها طوال الحياة بسعادة وتجديد؟ كيف أعلم ان شغفي لن يتغيّر بعد خمسة أو عشرة أعوام من الأن؟
بمناسبة الحديث عن الاعمال والزمن، صادفت هذا الفيديو الرائع عن الوظائف التي سنحتاج إليها بقوة في العشرة أعوام القادمة والتي لها مُستقبل مُهم وباهر: JOBS OF THE FUTURE



بعد مُشاهدة الفيديو، بعض الوظائِف أُحِبُ أن تتطور، ولكن إعداد الطعام مثلا، لا أعتقد ان كل الأطعمة ستكون بهذة الجودة من يد روبوت.. بعد كل هذ التقدم مازلنا نشعر بالحنين لطعام جداتِنا المصنوع باليد، والطبيعي 100% من اراضيهم الزراعية البسيطة. رغم حُبي الكبير لآلة الإسبريسو وكبسولات القهوة المُتقنة إلا أنني مازلت أتوق الى فنجان القهوة المطحونة يدوياً والمصنوعة في "كنكة" من النُحاس على نار هادئة، أو التي يصنعها لي الشخص المسؤول عن إعداد القهوة في المكتب بطريقته التقليدية الرائعة
الدجاج المشوي على الحطب لا يُضاهيه أي شِواء في الفرن الكهربائي مثلاً. الكيك المُعد منزلياً لا يمكن أن يُقارن بالخليط الجاهز الذي يُضاف اليه البيض والحليب ثم إلى الفرن.. 
عملي كمختصة نفسيّة جعلني مع الوقت أُقدّر جودة العِلاقات الإنسانية، والتواصل البصري مع الناس، وسماع أصواتُهم، ولمس أيديهم، والشعور بالاختلاف الرهيب بينهم فيما يصنعونه ويفعلونه ويقولونه. ولكن فكرة التنوع السريع والتجديد في الوظائف والمِهن في حد ذاتها ساحِرة.


هناك 8 تعليقات:

  1. الفف مرحبا فيك وبكتاباتك الحلوه، وحشتينناا 😩💙

    ردحذف
    الردود
    1. اشتقت لكم أيضاً .. شكرا لقرائتك ^_^

      حذف
  2. مرحبا هاجر .. غيابك الطول يجعل فرحة أن نرى تدوينه جديده لك أكبر ..هذا لا بعني أن تغيبي كثيرا فأنا أنتظر تدويناتك اللطيفه ❤️❤️

    ردحذف
    الردود
    1. مُنيرة الجميلة دائمة التواجد هنا .. شكرا لقرائتك عزيزتي ^_^
      المدونة تُحبك أيضاً :)

      حذف
  3. صادفت المدونة وأنا أبحث عن شيء..كتابتك قريبة إلى القلب

    ردحذف
    الردود
    1. لا شيئ يحدث صُدفة في الكون ياعزيزتي ..
      اهلا بك وبقرائتك اللطيفة ^_^

      حذف
  4. لما أقرأ لك لا أُحس بالوقت .. رقة الكلمات و إنسيابيتها 💓🌸 رائعه .. قد أفتح مدونة بأسمي و أدعوك هناك بعد أذنك .. بعد كتاباتك أحسست برغبه بالكتابه و البوح عما في النفس 👌🏻🎀

    ردحذف
    الردود
    1. بالتوفيق يارب .. استمتعي بالكتابة ^_^

      حذف